يستعد كل من الدكتور أحمد بوز، أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي جامعة محمد الخامس الرباط، والدكتور محمد حفيظ، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، لإصدار مؤلف جديد تحت عنوان: "اليوسفي كما عشناه". الكتاب، الذي يقع في 480 صفحة، قدمه المفكر المغربي الكبير الدكتور "عبد الله حمودي"، ويسلط الضوء على "محطات سياسية وحزبية وشبيبية مسنودة بمعطيات وتفاصيل ووثائق تؤرخ لمسار تجربة حزبية وحكومية محورها الراحل "عبد الرحمان اليوسفي". وقال الدكتور أحمد بوز، أحد مؤلفي الكتاب، إن الكتاب هو عبارة عن استعادة لحظات ووقائع سياسية عاشها كاتبا هذ العمل لما كان الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي كاتبا اولا للاتحاد الاشتراكي، ثم وزيرا اول يقود ما سمي بتجربة التناوب التوافقي. وأضاف في تصريح لموقع القناة الثانية أن الأمر أشبه ب "تأريخ" لمرحلة مهمة في حياتنا وفي حياة اليوسفي وحياة المغرب السياسي، مشيرا إلى أنه من خلال هذا العمل الذي شرعنا في كتابته بتزامن مع بداية فترة الحجر الصحي، وحتى قبل وفاة اليوسفي، سيطلع القارئ على جزء من تجاذبات الحياة السياسية والحزبية المغربية في التسعينات وبداية الألفية، وسيقف عند وقائع تهم السياق الذي جاء فيه اليوسفي لقيادة الحزب، والصعوبات التي واجهته. كما سيقف القارئ، يسترسل بوز في تصريح للموقع، عن بعض التفاصيل التي أحاطت بتقديمه استقالته واستقراره في فرنسا ثم عودته الى المغرب، فضلا عن الظروف التي أحاطت بقرار التصويت بنعم على دستور 1996، ثم خوض غمار تجربة التناوب، ولو على قاعدة ظروف انتخابية قيل أن الاتحاد الاشتراكي استفاد منها بعدما كان من قبل ضحية لها، ثم الصراعات التي أحاطت بأول مؤتمر ينعقد تحت إشراف اليوسفي وهو كاتب اول للحزب، ووزير أول، وكيف أدى الانشقاق الذي عرفه إلى إضعاف الاتحاد الاشتراكي، وإضعاف اليوسفي، وسهل مهمة إبعاده من قيادة الحكومة في 2002. وفي تفاصيل التجضير لهذا المؤلف، أوضح ذات المتحدث أنه في قراءة هذه المرحلة جرى تدوين وقائع وأحداث الكثير منها عاشها المؤلفان من خلال حضورهم لقاءات واجتماعات حزبية وفي إطار الشبيبة الاتحادية، ومع عبد الرحمان اليوسفي نفسه، واخرى استند فيها إلى "روايات أشخاص نعرفهم واحتكينا بهم، فضلا عن اعتمادنا على أرشيف مهم من الوثائق الداخلية للحزب، ومنظماته، وهو ما سمح لنا باستحضار عدد من التفاصيل التي لم تكتب او تروى من قبل". وبخصوص المستجدات التي يحملها هذا الكتاب وتناوله لشخصية اليوسفي التي كتب عنها الكثير، أكد الأستاذ الجامعي أنه لا يزعم أن ما يرويه رفقة الدكتور محمد حفيظ في هذا الكتاب أسرار لكن بالتأكيد هي معلومات وتفاصيل سياسية مهمة جدا ستسمح للمتابعين والمهتمين بتكوين رؤية أخرى، عن الكيفية التي دبرت بها هذه المرحلة الهامة من تاريخ المغرب، وعلى وجه الخصوص على مستوى الحزب (الاتحاد الاشتراكي) الذي كان وقتها يتصدر المشهد السياسي. وفي تقديره لما كتب عن اليوسفي وعن هذه المرحلة، اعتبر بوز أنه يبقى محدودا محدودا كميا وغارق في كثير من العموميات التي لا تفيد كثيرا في فهم ما جرى، لذلك اخترنا نحن أن نغوص في تفاصيل الأشخاص، والأحداث معا، لتقديرنا انها تبقى الحلقة المفقودة في كتابة المذكرات السياسية للقادة. وتساءل بوز أنه لا يعقل في أن يموت اليوسفي ولا نعرف كيف جاء التناوب، وهل كان مرتبا قبل عودة اليوسفي من مدينة كان الفرنسية حيث قرر الاستقرار بعد استقالة 1983، كما لا يعقل أن يموت اليوسفي وليس هناك جواب حول ما أثير من نقاش، حول الدور المفترض لليسار المغربي في انقلابات بداية السبعينيات، ولا يعقل أيضا ألا نعرف التفاصيل التي أحيطت بإبعاده عن الحكومة ثم اعتزاله العمل السياسي. وختم الدكتور بوز أن اليوسفي، كما غيره من القادة السياسيين الا ما ندر، مات صامتا، "لذلك قررنا نحن من خلال هذا الكتاب ان نستنطق المرحلة التي عاشها ونحن أعضاء بالحزب الذي يقوده، بالاستعانة بأحداث ووقائع،" يضيف قائلا.