خلف أسوار بعض المؤسسات السجنية، يقضي عزيز وأيوب وعمر عقوبتهم السجنية، تتقاطع قصصهم في رغبتهم في التعرف على أمهم البيولوجية وعلى عائلاتهم، قادهم البحث عن هويتهم أو اكتشافهم أن الأسر التي ترعرعوا فيها ليست أسرهم الحقيقية، فكان ملاذهم الدخول في عالم الإدمان والإجرام، حكايات مؤثرة يحكيها لنا حسن بنرابح في هذا العدد من "مختفون". البداية من السجن المحلي بالرماني، غير بعيد عن مدينة الرباط، هناك سنتعرف على عزيز جلال الذي اتجه إلى الجريمة بعد أن علم أن والديه تخليا عنه، كان الأمر صادما بالنسبة إليه عندما أخبرته السيدة التي سهرت على تربيته بالحقيقة. دخل عزيز السجن عدة مرات، في كل مرة كان يخرج منه، يجد نفسه متشردا بدون أسرة، ثم يعود إلى الإجرام، ويحكم عليه بعقوبة جديدة، وقد استمر لأزيد من 12 سنة في هذه الدوامة التي يتمنى أن يخرج منها يوما، ليتعرف على أسرته البيولوجية ويصل الرحم مع إخوته. والقاسم المشترك بين قصة عزيز وقصة أيوب دياب هو الصدمة عند معرفة الحقيقة، وما جاء بعدها من رد فعل. لقد نشأ أيوب في أسرة وفرت له كل ما يحتاجه، وعاش في كنفها بدون مشاكل إلى اليوم الذي علم أنها ليست أسرته الحقيقة، فاتجه إلى الإدمان للهروب من هذا الواقع الذي لم يتقبله، وهو حاليا يقضي عقوبته بالسجن المحلي لآيت ملول. قصة أخرى يحكيها لنا عمر كهلان الذي يتواجد بالسجن المحلي بقلعة السراغنة. نشأ عمر في خيرية للا حسناء بالدار البيضاء، وتبنته لاحقا إحدى قرى الأطفال، وقد أرقه سؤال الهوية: من يكون والدي؟، كما عمر ولازال يتمنى أن يلتقي بوالديه البيولوجيين، وقد قاده هذا الإحساس بالضياع إلى الإدمان على المخدرات. المزيد من التفاصيل في الروبرتاج التالي.