قال إسماعيل العلوي، رئيس مؤسسة "علي يعته"، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، إنّ مسألة الثقة بين المجتمع والمؤسسات "أكبر صدع يشكو منه المغرب، حيث تآكلت هذه الثقة وانكسرت"، موضحاً أنّه أمام هذه الحالة "مهما خططت ورصدت من الأموال للدفع بالتنمية البشرية فإن المجهودات كلها لن تأت أكلها بشكل كامل ولن تجن منها إلى الشيء القليل، في مقابل تفشي اليأس والتشنج قبل الانفجار وذهاب الثقة". العلوي الذي كان يتحدث باسم مجموعة من المؤسسات الفكرية الوطنية خلال ندوة نظّمتها هذه الأخيرة، أكّد أنّ تجاوز هذا الشرخ "لن يتم إلا وفق الحوار البناء والنقاش والمكاشفة حول أهمية التشاور واحترام الحق في الاختلاف وتعدد الآراء"، داعياً الدولة بكل مؤسساتها إلى الإصغاء "لصيحات الغضب الخارجة من عمق المجتمع ضروري لتجاوز الصعوبات، وتفادي الصدع والمواقف السلبية". ووقعت خلال الندوة التي عقدت بعد زوال السبت بمقر حزب التقدم والاشتراكية، كلّ من مؤسسة علال الفاسي ومؤسسة عبد الرحيم بوعبيد ومؤسسة علي يعته ومؤسسة أبوبكر القادري للفكر والثقافة، ومؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، ومركز محمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات، ومركز محمد حسن الوزاني للديمقراطية والتنمية البشرية، على نداء يدعو لفتح حوار وطني. وأشار العلوي أنّ اجتماع كل هذه المؤسسات والمراكز التي تحمل أسماء قامات ساهمت في تاريخ المغرب من أجل فتح هذا الحوار الوطني يبقى "لحظة مؤثرة". "تقوية المشترك" وأضاف العلوي أنّ فكرة التنسيق جاءت أمام التحديات الكبرى تواجه بلادنا والسياقات المصيرية التي تمر منها، ما يتطلب تقوية المشترك والوحدة الوطنية لوضع البلاد على السكة الصحيحة، حيث اتفقت المؤسسات على أهمية المبادرة الجماعية دون مزايدات سياسية، كما أشار أنّ "الضرورة الملحة في بناء نموذج تنموي جديد، تستدعي فتح حوار صريح وبذل جهود جديدة نحو المساواة وتكافؤ الفرص والظرفية الصعبة ". وتابع القيادي بحزب التقدم الاشتراكي أنّ السؤال الذي طرحه المشرفون على المؤسسات الفكرية "هو كيف يمكن لها الوطنية أن تضطلع بأدوارها في مواجهة التحديات المطروحة أمام بلادنا وشعبنا أمام غياب النقاش العمومي الجاد والحوار السياسي المسؤول، مبرزاً وبعد النقاش الكبير، يضيف العلوي قدمت كل مؤسسة ورقتها لتصوراتها واقتراحاتها، إلى أن ارتأت في الأخير أن تبادر بإطلاق نداء لكل القوى الحية ببلادنا من أجل إطلاق حوار شامل لبناء مغرب جديد، موضحاً أنّ الهيئات عبرّت عن التزامها بقوة في هذا النقاش المجتمعي في أفق البلورة الجماعية "شرعنا في تبادل وجهات النظر والنقاش والحوار، وهي مبادرة ليست منغلقة ولا صدامية ولا تهدف لأي مواجهة بل وطنية منفتحة على كل الطاقات الوطنية وترحب بكل الاقتراحات". نقائص تدعو للنقاش ولفت إلى أن النداء يهدف لفتح نقاش علني واسع حول مستقبل الوطن، حول محاور الإصلاحات السياسية التي لا غنى عنها، سبل إعطاء مضمون منتج ومقنع للديمقراطية محليا ووطنيا، الإجراءات السياسية والقانونية لوضع حد للفساد والرشوة واستغلال النفوذ، مستلزمات ضبط مرفق عمومي ذي جودة خصوصاً مجالي التعليم والصحة. وأوضح أنّ ما حرك المؤسسات والمراكز لإطلاق المبادرة هو "الإحساس العالي بالمسؤولية والروح الوطنية الصادقة، ولأن التاريخ لا يرحم ويسجل كل شيء وعرفاناً بالأسماء التي تحملها هذه المؤسسات، اعتبروا أن الوقت قد حان لمبادرة جماعية وروح وحدوية تملأ الفراغ من أجل المواطنة المتجددة". وأكّد الفاعل السياسي أنّه رغم كل الإنجازات المحقّقة "لا بد من الاعتراف بالنقائص والثغرات المسجلة على في المجالات الاجتماعية وبرامج محاربة الهشاشة، ما ساهم في تعميق الفوارق المجالية والاجتماعية واستفحال مظاهر التخلّف والزيادة في حدة الشعور بالحرمان والبؤس، الناتج عن سوء توزيع الثروة الوطنية وعلى افتقاد عدد من السياسات العمومية للفعالية والنجاعة".