الحجر الصحي الذي أقره المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا، هو ظرف استثنائي قد يكون نقمة للبعض بحكم شعورهم بالملل أو الفراغ، فيما يكون نعمة عند الآخرين لأنهم وجدوا في البقاء بالمنزل فرصة جيدة من أجل إعادة النظر في عدة أمور كانوا يغفلونها في حياتهم اليومية العادية. موقع القناة الثانية اختار ان يخصص فقرة تحت اسم "يومياتي في الحجر الصحي" في حوار من ثلاثة أسئلة رفقة شخصية معينة، وضيفة اليوم هي الممثلة بشرى أهريش. نص الحوار.. كيف تمضين يومك في ظل الحجر الصحي؟ طبعا، الأشخاص الإيجابيين داخل كل أزمة يخلقون فرصة، وهذا ما أحاول أن أقوم به، لأنني حينما عدت بذاكرتي إلى الوراء لتذكر آخر يوم قضيته في البيت لم أجده بذاكرتي، لذلك فإن هذا الحجر الصحي هو مناسبة لخلق فرص عديدة من أجل المصالحة مع التفاصيل الصغيرة في حياتنا اليومية والتي افتقدناها. يومي موزع بين الرياضة وقسم آخر من وقتي أخصصه لأبناء شقيقي لمراجعة الدروس معهم، ثم أقوم بترتيب وتنظيف البيت، كما أنني لا أغفل عملي عن بعد بتتبع المشاريع الثقافية والفنية ثم المطالعة والكتابة ومشاهدة الأفلام التي لم أكن أجد لها وقتا في الأيام السابقة بحكم انشغالاتي المهنية. كيف تستطيعين الموازنة بين شؤون المنزل واشتغالك عن بعد؟ المسألة فقط متعلقة بتدبير وتنظيم الوقت، خلال عملي أحرص على الرد على الرسائل الإلكترونية التي تردني وتتبع بعد المهام بواسطة الهاتف، أما فيما يتعلق بالبيت فإنني في هذه الفترة وجدت سعادتي خلال الدخول إلى المطبخ وتحضير أكلة معينة أو ترتيب مرافق البيت، وهذه الأشياء كنت لا أقوم بها بسبب التزاماتي المهنية، لكن خلال الأيام التي مضت من الحجر المنزلي تبينت لي أن هناك عدد من التفاصيل في بمنزلي والتي لابد أن أقف عليها بنفسي. كما أن نمطنا الغذائي قد تغير تماما، ففي السابق وجبة الغداء كانت تجدنا بالخارج ونضطر إلى تناولها بالمطاعم، وكنا نفتقد إلى المأكولات المحضرة بالبيت، لكن اليوم بفضل الحجر تمكنا من معرفة أن الأكل بالمنزل مهم جدا وذا قيمة صحية. ماهي الأشياء التي اكتشفتها أو أصبحت تقومين بها بعد المكوث يوميا في المنزل؟ هي مجموعة من الأشياء التي اكتشفتها، من ضمنها العودة إلى مكتبتي التي تضم عددا من الكتب والروايات والمسرحيات، إذ عدت إلى هذه الكتب لأطالعها وأقرأها من جديد بشغف ونهم كبيرين، ثم جانب آخر متعلق بالهندام، اكتشفت أن مجموعة من ملابسي كانت تبقى مخزنة في الرفوف ولم تتح لي الفرصة بأن ألبسهم. إن أجمل شيء منحنا إياه الجلوس بالمنزل هو معرفة قيمة قضاء وقت أكثر مع أفراد الأسرة، والإنصات إلى الذات وإيجاد ساعات للتأمل والتفكير. لذلك أظن أنه بعد الخروج من الأزمة بإذن الله، سيكون هناك تغيير وأثر إيجابي في سلوكاتنا مع بعضنا البعض.