الحجر الصحي الذي أقره المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا، هو ظرف استثنائي قد يكون نقمة للبعض بحكم شعورهم بالملل أو الفراغ، فيما يكون نعمة عند الآخرين لأنهم وجدوا في البقاء بالمنزل فرصة جيدة من أجل إعادة النظر في عدة أمور كانوا يغفلونها في حياتهم اليومية العادية. موقع القناة الثانية اختار ان يخصص فقرة تحت اسم "يومياتي في الحجر الصحي" في حوار من ثلاثة أسئلة رفقة شخصية عمومية، وضيف اليوم هو الميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل. نص الحوار.. كيف تمضي يومك في ظل الحجر الصحي؟ أقضي وقت يومي في ظل هذا الحجر الصحي، بالاطلاع وتتبع مشاكل الطبقة الشغيلة عبر التراب الوطني من خلال المكاتب الجهوية للنقابة، وعلى وجه الخصوص العاملين المشتغلين في القطاع الخاص، كما نعلم أن هذا الوباء كان له تداعيات على الجانب الاقتصادي لهذه الفئة، لذا نعمل على مواكبتهم وتخفيف عنهم. ثم أخصص ساعات من وقتي للقراءة والمطالعة، والسؤال عن الأبناء والأهل والأصدقاء عبر الهاتف وتفقد أحوالهم. هل تساعد أسرتك في شؤون المنزل؟ بالطبع، أساعد أسرتي في مجموعة من الحاجيات بالبيت وهذا أمر واجب في هذه الظرفية الاستثنائية، لذلك أدخل مع زوجتي إلى المطبخ وأحضر معها بعض الوجبات والأطباق المغربية الأصيلة وعلى سبيل الذكر "الطاجين المقفول" (ضاحكا).. ماهي الأشياء التي اكتشفتها أو أصبحت تقوم بها بعد المكوث يوميا في المنزل؟ كنت في الأيام العادية أخرج من منزلي يوميا عند الساعة التاسعة صباحا وأعود إلى بيتي حتى الساعة التاسعة ليلا نظرا لالتزاماتي المهنية والنقابية، وما افتقدته في تلك الأيام واكتشفته في ظل الحجر الصحي هو الدفء والتجمع العائلي الذي كنت أغيب عنه طيلة السنين الماضية، واعترف أنه خلال 15 سنة التي مضت لم أتناول وجبة الغداء صحبة عائلتي، لكن اليوم الحمد لله، بفضل الحجر تمكنت من أن أجتمع مع أسرتي على طاولة واحدة في كل وجبة إفطار وغذاء وأيضا العشاء. بقدر ما كان لهذا العزل الصحي سلبيات فكان له أيضا إيجابيات، ومنها العودة إلى مطالعة الكتب التي في مكتبتي، بالإضافة إلى أن هذا الحجر مكنني من معرفة عدد من الأمور كنت لا أعلمها عن أبنائي، إلى جانب أنه أصبح لي متسع من الوقت لكي أتابع مع أحفادي دراستهم عن بعد.