تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها. لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.
بداية الحكاية تقيم نعيمة رودان حاليا رفقة زوجها وأبناءها الثلاثة في مدريد عاصمة إسبانيا. لا تغادر منزلها كما تؤكد، التزاما بالحجر الصحي في زمن اجتياح وباء كورونا. سألتها جريدة ” الاتحاد الاشتراكي” عن تفاصيل حياتها وكيف تقضي زمن الحجر الصحي هناك في بيتها بإسبانيا قبل أن تنبش في ذاكرتها وتكشف عن تفاصيل حياتها الرياضية، فقالت: “كما يعرف الجميع فإن الحجر الصحي يكون لمدة معينة وفِي هاذه الحالة ينتاب الانسان الخوف على حياته وحياة أحبائه لدى وجب أخذ الاحتياطات الضرورية. كرياضية أرى أنه يجب أن نملأ أوقاتنا بمسائل تفيدنا في تغديتنا الصحية والاعتناء بجسمنا بوضع برنامج للقيام بتمارين رياضية يوميا ولا سيما أنه غير مسموح لنا بالتجوال خارج البيت كل على حسب استطاعته . بالنسبة لي وضعت برنامجا حرصت على كل افراد عائلتي التي تتكون من ثلاثة ابناء وزوجي التقيد به. نتعاون كلنا في تطهير البيت يوميا وبعد تناول إفطارا خفيفا نقوم بالتمارين الرياضة، خاصة أن أبناءي الثلاثة يمارسون رياضة المسايفة. بعد الانتهاء من الحصة التمرينية، نختار تتبع الأخبار المحلية والعالمية لمعرفة كل ما يروج عن هاذا الفيروس لاسيما أننا نعيش في مدريد عاصمة اسبانيا التي تكثر فيها حالات الإصابة. على الساعة الثالثة، نتناول الغداء وإلى غاية الساعة السادسة نخصصه كوقت حر لكل افراد العاءلةً اما القراءة او سماع الموسيقى او سماع بعض الدروس الدينية. نحن نمر فعلا بفترة عصيبة وخطيرة جدا، ونداءي لأبناء الوطن الحبيب، ولأصدقاءي وجميع أفراد عائلتي أن لا يستهينوا بهاذ الوباء الفتاك وأن يلتزموا بتوجيهات السلطات وأن لا يغادروا منازلهم.وأطلب من الجميع الدعاء حتى نجتاز بإذن لله هذه المحنة.” عن مسارها الرياضي، تقول نعيمة رودان: ” ولجت عالم الرياضة، ككل أبناء جيلي،عبر بوابة الرياضة المدرسية . كنت متألقة في المدرسة، ومن بعد أخذني والدي رحمة الله عليه، لمتابعة مبارة في رياضة المسايفة كانت تقام بمناسبة عيد العرش، وكانت بالضبط في مقاطعة درب غلف. أعجبت بتلك المباراة وبتلك الرياضة، ولم أتردد حينها في أن أطلب من والدي أن يأذن لي بممارستها وهو ما تم بالفعل وكان ذلك في سنة 1969 . أخذني والدي في البداية لنادي “نادي السيارات فرع المسايفة” بالدارالبيضاء. انخرطت في التداريب وكان جل الممارسين فرنسيين ، بعد ستة أشهر حصلت على بطولة المغرب التي أجريت بالرباط وكنت أصغر مشاركة. منذ ذلك الحين، انطلق مشواري الرياضي بتشجيع من مدربي الفرنسي الأصل الذي رأى أني أمتلك موهبة كبيرة . ظل والدي هو مشجعي الأول الذي سهر على مساري الرياضي. وأتذكر أنه كان يعشق الرياضة وكان رياضيا متزنا . فيما يتعلق بالرياضة النسوية في المغرب، لابد أن نستحضر أنه بالنسبة للفترة التي عشناها أنا وزميلاتي في جيلنا، يعني السبعينات والثمانينات، كانت فترة رائعة ، الرياضة لم تكن فحسب عضلات، تمارين ، بطولات بل كانت فن ،أدب، أخلاق وسلوك ، تضحية، وروح الوطنية ونكران الذات. للأسف، بعد سنة 2000 ، لاحظنا أن الموازين في عدة مجالات منها الرياضة النسوية قد تغيرت. دائما أجد نفسي وأنا أتابع ما يحدث اليوم في الرياضة الوطنية أتسائل :لماذا لا يستفيدون من خبرة الأبطال السابقين؟ ففي جعبتهم الكثير مما يمكن به إفادة الجيل الجديد والجيل القادم”.