تضرب مجموعة من النساء بحي "جميلة 5"، وسط الدارالبيضاء، موعدا يوميا للاتقاء في الصباح الباكر، بحديقة "صانداي" العمومية، لممارسة رياضة المشي، والقيام ببعض الحركات والتمارين الرياضية. سيدتان تمارسان رياضة المشي في فضاء صانداي تضفي نساء الحي، من مختلف الأعمار، رونقا خاصا على المكان، الذي كان في السابق حكرا على المشردين وأطفال الشوارع الذين يتخذون منه فضاء لقضاء الليل بين الأشجار للسمر وتناول المخدرات، وأثناء النهار يتمددون فوق كراسي الحديقة دون أن يجرؤ أحد على الجلوس بالقرب منهم. توجد حديقة "صانداي"، التي أنشئت في بداية التسعينيات، قرب شارع جمال الدرة، الذي يوجد فوق تراب عمالة بن امسيك في جماعة اسباتة. وقد جرى إنشاؤها من أجل تزيين المنطقة بفضاء أخضر، وإضفاء رونق بسيط على الأحياء المجاورة، إلا أن سوء تدبيرها حولها مع مرور الوقت إلى مرتع للمشردين، لكن وجود مركز الشرطة بالشارع نفسه، والتعزيزات الأمنية، التي تراقب زوار الفضاء الأخضر، ساهم بنصيب كبير في تخليص الحديقة من المتسكعين الذين كانوا يبثون الرعب في قلوب زوارها. والحديقة أخذت اسمها من الذكرى الأربعين لتأسيس اليونسكو، كما تشير لوحة منتصبة في عمق الحديقة. عند زيارتها للحديقة، بداية الأسبوع الماضي، سجلت "المغربية" تطورا ملموسا في نوعية الخدمات التي بات يقدمها هذا الفضاء لزواره. ما يشد انتباه منذ الوهلة الأولى وجود مجموعة من الألعاب خصصت لأطفال الحي، منها أراجيح منتصبة وأخرى تصلح لتنمية عضلات الأطفال وذكائهم. أحد المهتمين بالعمل الجمعوي وصف صانداي في حلتها الجديدة ب"فضاء رياضي بامتياز"، تمارس فيه النساء حركات رياضية في الصباح الباكر، قبل الذهاب لمقرات عملهن، أو مباشرة أعمالهن المنزلية. في نهاية الأسبوع تنضاف إلى النساء، تلميذات في مقتبل العمر، ببذلاتهن الرياضية الجميلة يركضن هنا وهناك بطريقة تظهر قدراتهن ولياقتهن البدنية، إلى جانب سيدات متقدمات في السن محجبات أو بجلباب تقليدي وأحذية رياضية، يطفن أرجاء الحديقة ذهابا وإيابا للتخفيف من أوزانهن. في أماكن متفرقة من "صانداي"، توجد 3 مجموعات من النساء يؤدين حركات رياضية منتظمة، تتقدمهن شابات يتولين تمرينهن مقابل مبلغ مالي رمزي أسبوعيا. لا تقتصر ممارسة الرياضة بحديقة "صانداي"، على العنصر النسوي فقط، بل للرجال والشباب والشيوخ أيضا نصيب من التمرين الصباحي، كما يمارسون رياضة المشي في اغلب الأحيان في الفترات المسائية. نعيمة، سيدة في عقدها السادس، ترتدي جلبابا، وحذاء رياضيا من النوع الجيد، قالت ل"المغربية"، إن وجودها بالحديقة مطلع كل يوم أضحى جزءا لا يتجزأ من برنامجها اليومي، لأنها تعاني مرض السكري، وارتفاع الضغط، وتواظب على رياضة المشي للتخفيف من وزنها، الذي انخفض فعلا منذ بداية مزاولتها للرياضة إلى 10 كيلوغرامات، ولا تنوي التوقف، لأنها أصبحت تشعر بتحسن في حالتها الصحية وحضورها يوميا إلى الحديقة صحبة جاراتها، ينسيها الآلام، ويروح عنها من الروتين اليومي. ليلى، شابة في عقدها الثالث، ربة بيت، قالت إنها توجد يوميا بفضاء "صانداي"، لممارسة الرياضة، في الفترات الصباحية رفقة صديقاتها، اللواتي يضربن موعدا في الثامنة صباحا كل يوم، بعد أن تكون رافقت أطفالها إلى المدرسة، وتعتبر وسيلة للتخفيف من متاعبها المنزلية، ويحافظ على رشاقتها، ويجدد نشاطها اليومي، مضيفة أن الحديقة فضاء شاسع قريب من الحي، ويحتاج للصيانة، والعناية بالأشجار، وبالعشب.