ففي ظل الإنشغال بالعمل وأمور الحياة، قد ينسى البعض ويتجاهل آخرون علاقته الإجتماعية سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران. الآن تجلس الأسرة الواحدة معا ، وتظهر قيمة الأصدقاء في حياة الفرد . فالإنسان كائن إجتماعي من الدرجة الأولى والعزل الحالي جعل البعض يعيد ترتيب أولوياته مرة أخرى. ومع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنزل ، تستطيع العائلات واستغلال الوقت في توطيد العلاقة الأسرية عن طريق ممارسة أنشطة جماعية مثل الألعاب أو الرياضة أو الطهي . هذه الأنشطة تقرب أفراد الأسرة من بعضهم البعض قد تكون فرصة لنسيان الخلافات وحل المشكلات سويا * لاشك أن أزمة كورونا تسببت في فقد الكثيرين لمصدر رزقهم ، وبلدان كثيرة أقرت حزما إقتصادية لمساعدة المتضررين على اجتياز هذه المرحلة . في المقابل هناك من كانوا يعانون من الضغوط والتوتر سواء في عملهم أو دراستهم . هؤلاء أتاح لهم العزل المنزلي بعض الهدوء في حياتهم ، حيث أعطاهم الفرصة للابتعاد عن طريق الضغط اليومي وإعادة ترتيب أفكارهم، كما أتاح للبعض الآخر فرصة اكتشاف بعض المواهب الدفينة لديهم، حيث يقول بعض الخبراء إن الملل قد يدفع البعض للإبتكار ، فإذا شعرت بالملل خلال العزل المنزلي قد تكتشف موهبتك في الطهي أو الرسم أو تصميم الأشياء وفي بعض الأحيان تكون أبسط الأشياء هي أفضلها، فمتعة مشروب دافئ والاسترخاء على الأريكة أو قراءة كتاب شيق قد تكون كل مايحتاجه المرء لإعادة شحن طاقته والوصول للتوازن الداخلي * لاشك أننا نعيش اليوم ، حالة استثنائية لا تصدق، لدرجة انني أحيانا أشعر أننا نلعب أدوارا داخل فيلم من تلك الأفلام العالمية التي تصبح فيها الإنسانية فريقا واحدا تقاوم ضد عدو خارجي ، استثنائي .نعم الإنسانية كلها تقف في جهة واحدة ، يكفي أن تشعر بأنك تشارك عددا كبيرا من سكان هذا الكون حجرا في بيتك مفروضا عليك فإنك سوف تنخرط في ثقافة التطبيع مع البيت وطقوسه المختلفة كالعناية بالحديقة أو القراءة أو الكتابة أو ترتيب الكتب القديمة وغيرها … * أما كيف نعجل من الخروج من الأزمة هو بتعزيز الإنتماء للمواطن العربي لبلده أولا ولقوميته العربية ثانيا، هو بتعزيز الوعي عند الجميع ، والتركيز الإعلامي على النماذج الإيجابية، وبإتخاد إجراءات صارمة اتجاه الأشخاص الذين ما يزالون يسبحون عكس التيار ويؤخرون شفاءنا معهم.