ظهرت موهبتها في التمثيل حين كان عمرها لا يتعدى الست سنوات، ودفعها حبها لهذا المجال إلى ترك دراستها للأدب الفرنسي والالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي، إنها الممثلة أسماء الحضرمي التي جسدت العديد من الأدوار الناجحة أبرزها في فيلم «غدا عند الفجر» للمخرج الجيلالي فرحاتي. شاركت زوجها الفنان محمد نظيف والفنان نور الدين زيوال في تأسيس فرقة مسرح الضفة الأخرى عام 1996، قبل أن تنتقل إلى فرنسا من أجل الدراسة حيث ستحصل على دبلوم الدراسات المعمقة في المسرح وفنون الفرجة بعاصمة الأنوار التي اختارت أن تقيم بها رفقة أفراد أسرتها الصغيرة. في ما يلي تتقاسم أسماء الحضرمي مع جماهيرها التي تنتظر جديدها الفني الجوانب الخفية والتفاصيل الخاصة من حياتها الأسرية داخل مملكتها الصغيرة. يبدأ يوم الفنانة أسماء الحضرمي باكرا، فهي تستيقظ دائما قبل أبنائها وزوجها حتى يكون لديها الوقت الكافي لكي تصلي وتعد لهم وجبة الفطور، وبعدها تتوهج شعلة نشاطها بشكل جدي، حيث تحرص على أن توازن بين متطلبات البيت ومواعيدها المهنية خارجه. «عندما لا يكون لدي التزامات مهنية أعطي جل وقتي لبيتي وأجد سعادة كبيرة في رعاية أسرتي الصغيرة» تقول أسماء الحضرمي، فهي تريد أن تستمتع بولديها الصغيرين لأطول فترة ممكنة لأن الوقت يمر بسرعة، كما تجد متعة خاصة في مساعدة زوجها الممثل والمخرج محمد نظيف في عمله. تعتبر المطالعة والموسيقى من أكثر الهوايات التي تفضلها أسماء الحضرمي، بالإضافة إلى شغفها بالرياضة، التي تحرص على ممارستها بشكل منتظم داخل القاعة. «أهوى كذلك الرقص وركوب الدراجة والمشي على شاطئ البحر وفي الحدائق» تضيف أسماء، فهاته الأنشطة بالنسبة إليها بمثابة الهرمون الذي يعطيها سعادة كبيرة ويبعد عنها كل أشكال القلق. تعترف الفنانة أسماء الحضرمي بأنها لا تحب كثيرا القيام بالأعمال المنزلية، غير أن حبها للنظام في كل الأشياء والنظافة يجبرها على القيام بتلك المهام، بينما تؤكد أنها تحب الطبخ وطهي أطباق مغربية وعالمية، فالطبخ بالنسبة إلى أسماء يعتبر فرصة لتقاسم مأكولات ولحظات ممتعة مع الأسرة والأصدقاء. «لا أخفي أنني أتقاسم كذلك مع محمد كل ما يتعلق بأعمال المنزل» تقول أسماء الحضرمي مؤكدة على أن شريك حياتها الفنان محمد نظيف يؤمن بمبدأ المشاركة وتقاسم الأعمال المنزلية بين الزوجين داخل البيت ويدافع عن هذا المبدأ بشدة. بل حتى أطفالهما يفضلون في بعض الأحيان أن يتناولوا المأكولات التي يحضرها والدهم، لأنه يعشق الطهي ويتفنن في إعداد الأطباق اللذيذة، أما بالنسبة للمأكولات التي تحب أسماء تناولها ف«البسطيلة الحلوة باللوز» تتصدر قائمة الأطباق المفضلة لديها. يحتل الزي التقليدي مكانة مهمة في حياة أسماء الحضرمي وحيزا كبيرا داخل خزانة ملابسها، فهي تؤكد على كونها مثل جل المغربيات، تحب القفطان المغربي وترتديه كلما أتيحت لها المناسبة داخل أو خارج المغرب، لأن تعتبر أن القفطان يعبر عن الهوية المغربية التي تعتز بها كثيرا، وعن فنية عالية للمصممين المغاربة والارتباط بالتقاليد وبالحاضر. «بصراحة، أنا لست من المتتبعات للموضة بشكل جدي» تقول أسماء الحضرمي، فهي تحاول دائما أن ترتدي الأشياء التي تتلاءم معها، لكنها في الوقت ذاته لا تنكر بأنها من أشد المعجبات بعروض الأزياء كفرجة جد ممتعة وخاصة عندما يتعلق الأمر بعروض القفطان المغربي. أسماء الحضرمي ليست من الأشخاص الذين يستهويهم عالم التسوق وتتحكم بهم لذة الشراء، فهي لا تتسوق إلا عند الضرورة أو عندما تكون لديها أشياء محددة تريد أن أشتريها، وتؤكد بأنها فخورة بهذا الاعتدال الذي يميزها عن بعض صديقاتها. «حينما نحب شخصا لا نتردد في العطاء وتقديم الهدايا» تقول أسماء، لذلك فهي عندما يكون بإمكانها شراء هدية لزوجها وتكون لديها الثقة التامة بأن تلك الهدية ستجعله سعيدا لا تردد حينها في فعل ذلك. أكثر الأشياء التي تزعج أسماء الحضرمي في الحياة هو عدم الاحترام بشكل عام، والتحرش في الشارع بشكل خاص، «وكأن بعض الرجال ليست لهم أمهات أو أخوات أو بنات» على حد تعبيرها، كما أنها تكره النفاق الذي يطغى على تعامل بعض الناس، لأنها بطبيعتها تحب النزاهة والصدق. «بصراحة أنا بركان نائم»، هكذا تصف أسماء الحضرمي طبيعة شخصيتها، غير أنها تؤكد بأنها تعلمت من خلال المسرح كيفية احتواء غضبها والسيطرة عليه، ومن خلال ممارسة الرياضة أيضا لأنها تساعدنها كثيرا في التخفيف من حدة الغضب. تعتبر الصداقة بالنسبة إلى أسماء الحضرمي كنزا نادرا تؤمن به بقوة، لذلك فهي جد مخلصة لأصدقائها القدامى، بالرغم من ولوجها عالم الشهرة. وتؤكد أن لديها صديقات جمعتها بهن مقاعد الدراسة خلال المرحلة الإعدادية ومازالت تحافظ على صداقتهن إلى اليوم، فحتى بعد أن فارقتها المشاغل عن إحدى صديقاتها من أيام الدراسة، حرصت على إحياء تلك الصداقة بشكل جعلهما يشعران بأنهما لم يبتعدا عن بعضهما بتاتا. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين تعتبرهم أقرب الناس إليها، ترفض أسماء الحضرمي الإفصاح عن أسمائهم حتى لا يكون ذلك سببا في انزعاج البعض، مفضلة أن يكون الحديث عن مشاعر الحب والتقدير موزعا بين عائلتها وأصدقائها في العمل وخارج المهنة أيضا، بالرغم من كونها لاتخفي أن لديها تواطؤا كبيرا مع صديقاتها في الميدان الفني الذين لا يجمها بهن العمل فقط بل العديد من المناسبات. أسماء الحضرمي من هواة الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية، فهي ترى أن الأنترنت وسيلة مفيدة ومهمة للتواصل والتوثيق والبحث، وتحرص على التواصل عن طريقها مع أصدقائها ومعجبيها، ولكن بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الفيسبوك، فهي ترى بأن استعمالها يجب أن يكون بشكل مضبوط وإلا سيصبح إدمانا ومضيعة كبيرة للوقت.. شادية وغزو