أصبح الحديث عن تحضير الشهيوات والأطباق اللذيذة، هما يثقل كاهل كل عروس مقبلة على الزواج، ويشوش أفكارها، لأن المثل الشائع والمتداول يقول "أقصر طريق إلى قلب الزوج هو معدته" أي الاعتناء ببطنه وتحضير ما لذ وطاب من المأكولات المتنوعة والشهية. إلا أن المشكل، الذي تعانيه بعض الفتيات المقبلات على الزواج، هو جهلهن التام لفن الطهي، وعدم اهتمامهن بشؤون المطبخ، وربما هذا راجع إلى انشغالاتهن المهنية أو الاهتمام بدراستهن، أو لانشغالهن بالتخطيط لمستقبلهن المهني، أو لديهن اهتمامات أخرى كاستعمال الإنترنت، أو اتباع الموضة، ومتابعة الشاشات التلفزية، ما يجعلهن في صف الراسبات في فن ايتكيت الطبخ، وهذا ما يؤثر على نفسيتهن، وهنا يبدأ الصراع النفسي والاجتماعي، الذي يخلق متاعب كثيرة للعروس، خصوصا في هذه المرحلة الأولى من الزواج، التي تعتبر أشد وطأة بالنسبة إليها، لأنها ترغب في أن تظهر للعريس مهاراتها المنزلية. الملاحظ، عموما، في الأيام الأخيرة، أن هناك أمهات توقفن عن استدعاء بناتهن للدخول إلى المطبخ، وأصبحن مقصرات في تعليمهن فن الطهي، حتى يتمكن من صقل مواهبهن في هذا الميدان، لأن الطبخ كان في وقت مضى، شيء ضروري لتوجيه الفتاة حتى تصبح زوجة متمكنة ولها دراية واسعة في تحضير جميع أشكال المأكولات، إلا أنه حدث انقلاب في هذه المبادئ، بعد أن تخلت فتيات هذا الجيل عن العلاقة الحميمية التي تربط المرأة بعالم الطبخ، فتعددت اهتماماتهن وتنوعت وأصبحت الوظيفة بديلة للأعمال المنزلية والطهي، إلا أن الفتاة تستيقظ من تهاونها عندما تقبل على الزواج، وفي هذه الأثناء يصيبها الخوف من تحضير المأكولات وتبدأ مغامرتها في المطبخ، وغالبا ما يكون الزوج هو الضحية. هذا ما حدث مع إلهام وهي عروس جديدة لم يمر على زواجها أكثر من شهر، فتقول ل "المغربية" وهي تبكي من شدة حسرتها لأنها تزوجت في شهر رمضان، الشهر الذي تكثر فيه الأشغال المنزلية كما تقول "أشعر بخيبة أمل وأنا أمضي معظم وقتي في المطبخ من أجل إعداد أطيب المأكولات، وتحضير أطباق متنوعة خاصة برمضان، كنت لا أجد وقتا للراحة، وأعطي من جهدي الكثير حتى أكون في المستوى المطلوب لدى زوجي والضيوف، وغالبا أحاول عدم التفكير في مقولة أقصر طريق لقلب الرجل معدته، وبنظري لا علاقة تربط الطعام بالانسجام بين المرأة والرجل، وأتساءل هل فعلا صدق من قال هذا المثل أو أنه رجل يعشق الأكل لدرجة أنه قالها وجعلها من شروط حبه لزوجته". أما ليلى فتضحك وتقول " للتخلص من هذا الكابوس المخيف، أكتفي بكتب الطبخ أو ألجأ إلى الاعتماد على الحلول الناجعة، كتحضير أطباق سهلة وسريعة التحضير، ولإنقاذ الموقف أقوم بشراء وجبات معينة من مطاعم خاصة بتحضير الأطباق السريعة، وهذا لا يمنع أن هناك زوجات يبذلن أقصى جهدهن في إسعاد أزواجهن بتحضير ما لذ وطاب، وهمهن الوحيد هو تعلم فنون الطبخ، كما لا ننسى أن للزوج متطلبات أخرى غير إشباع بطنه ". كنزة لها رأي آخر، إذ تقول "واجب على الأم أن تعمل على صقل موهبة بناتها وتعليمهن والاهتمام بحضورهن دورات تدريبية في المطبخ والأعمال المنزلية، وعدم الاعتماد على الخادمات، وألا تكتفي بكتب الطبخ لأنها ليست الحل الأنجع، لأن الزوج عندما تكون معه زوجة فاشلة في البيت، فإن ذلك ينعكس على حياتها الأسرية". ومن وجهة نظر إسماعيل "أحيانا تجد الحظ يحالف عروسا في بداية حياتها الزوجية، لأنها تحظى بدعم من الوالدة، ويصبح الأمر مألوفا أن تتناول العروس الجديدة وزوجها طعام الغداء عند الأهل وتأخذ معها طعاما جاهزا ومحضرا من والدتها، وهي بادرة من شأنها إنقاذ العروس الجديدة من الإحراج أمام عريسها الذي غالبا ما يلجأ إلى مقارنة تحضيرها للطعام مع شهيوات والدته". وللتخلص من هذا الموقف المحرج والمخيف بالنسبة للعروس الجديدة، يجب على الزوج أن يعي أن هذا العصر مختلف عن الماضي، وأن المرأة أصبحت تعمل داخل البيت وخارجه، لذا فإجادة الطبخ لم تعد مطلوبة كالسابق، كما عليه أن يستوعب أنه أصبح شريكا أساسيا في ذلك.