نجحت شميشة الشافعي في اكتساب قاعدة جماهيرية واسعة داخل الوطن وخارجه، بفضل برنامجي «شهيوات مع شميشة» و«شهيوات بلادي» اللذين تألقت خلالهما في تقديم الوصفات التي جمعت فيها بين الأصالة والمعاصرة، عن طريق انفتاحها على المطابخ العالمية مع الحفاظ على النكهة والخصوصية التي تميز المطبخ المغربي، وهو الأمر الذي ضمن لها الحفاظ على مكانتها في قلوب جماهيرها من عشاق الطبخ. لكن قلة من تلك الجماهير تعرف الجوانب الخفية من حياتها خاصة تلك المرتبطة بتفاصيل يومها داخل البيت رفقة أفراد أسرتها الصغيرة. تفاصيل لم تتردد شميشة في تقاسمها مع القراء في السطور التالية. بعفوية شديدة مغلفة بروح الدعابة شرعت الإعلامية شميشة الشافعي في الحديث عن تفاصيل حياتها اليومية داخل البيت وخارجه وعلاقتها بأفراد أسرتها الصغيرة. «الفياق بكري بالذهب مشري»، حكمة حاضرة بقوة في حياة شميشة، التي تؤكد بأن يومها يبدأ باكرا في كل الأحوال، سواء تعلق الأمر بأيام العمل أو بالعطل وأوقات الفراغ. يكون جدول أعمال شميشة ممتلئا في غالب الأحيان، حيث يتوزع بين إعداد حلقات البرنامج وساعات التصوير داخل الأستوديو وخارجه، ويستمر العمل على نفس الإيقاع لفترة تتراوح ما بين أسبوع وعشرة أيام عندما يتعلق الأمر بالحلقات المصورة داخل الأستوديو، بينما يمكن أن يستمر لأزيد من خمسة عشر يوما إذا كان العمل خارج الأستوديو وذلك خلال الجولات التي تقوم بها. بعيدا عن العمل، وفي أوقات الفراغ تكون الأولوية بالنسبة إلى شميشة التزاماتها العائلية داخل بيت الأسرة، حيث تحرص كأي زوجة وربة بيت على تلبية متطلبات زوجها وإبنها، الذي تؤكد أنها تتبنى أسلوب الحوار في تربيتها له. «الحوار أحسن طريقة للإقناع» تؤكد شميشة موضحة أنه لا فائدة من إصرار الآباء والأمهات على أن يفرضوا آراءهم على أبنائهم، في الوقت الذي يمكن أن يفعل فيه هؤلاء الأبناء ما يشاؤون دون علم والديهم، لذلك فهي تحرص على تلقين إبنها كل المبادئ والقيم الضرورية في الحياة متبعة أسلوب الحوار المبني على حجج وبراهين تساعده على استيعاب النصائح التي تصب جميعها في مصلحته، وتعود عليه بالنفع. داخل مملكتها الصغيرة تتولى شميشة بمفردها مهمة الطبخ، فتحرص على أن تعد بنفسها كل الأطباق التي يتناولها أفراد أسرتها الصغيرة وتنال إعجابهم. «احنا كنبقاو تقليديين في الوجبات ديالنا» تقول شميشة، فبالرغم من التنوع الذي تتميز به «الشهيوات» التي تقوم شميشة بتحضيرها خلال حلقات برنامجيها، وتفننها في تحضير أطباق من مختلف المطابخ العالمية، تؤكد شميشة بأنها كما هو الشأن بالنسبة لأسرتها الصغيرة، تفضل تناول الأطباق المغربية ذات النكهة المميزة، خاصة في وجبة الغذاء، بينما تميل كفة الاختيار إلى الأطباق الخفيفة التي يتميز بها عدد من المطابخ العالمية خلال وجبة العشاء، لأن شميشة تحرص على أن يكون لأسرتها نمط تغذية متوازن وصحي. «راجلي كيبغي يصايب الأطباق ديال المقرونية»، تقول شميشة، فهي تستفيد من حين لآخر من مساعدة زوجها في مهمة الطهي، عندما يتعذر عليها القيام بذلك بسبب إكراهات العمل، لكن عندما تطول فترة غيابها عن البيت، بسبب اضطرارها للسفر إلى الخارج من أجل عقد الندوات أو لتنظيم ورشات الطبخ تفضل وجود مساعدة بالبيت للاهتمام بشؤونه. لا تحبذ شميشة فكرة مشاركة زوجها لها في باقي الأعمال المرتبطة بالمطبخ، لأنه «تيدير شويا ديال الروينة» تقول شميشة بنبرة مازحة، موضحة أنها بطبعها تحب النظام، وتجد صعوبة في الاشتغال داخل مطبخ تعمه الفوضى، لذلك فهي تفضل الاهتمام بنفسها بشؤون المطبخ، كما هو الشأن بالنسبة لباقي الأعمال المنزلية التي تفضل الاعتماد على نفسها في القيام بها. «الكوزينا كتحيد ليا الضغط»، تؤكد شميشة، فهي تجد داخل هذا الفضاء راحة نفسية تنسيهما هموم الحياة وضغوطها، لذلك فهي تحرص في الأوقات التي يكون فيها مزاجها سيئا على دخول المطبخ، حيث ينصب كل اهتمامها على تحضير ما لذ وطاب من الأطباق، وهي المهمة التي تجد خلالها متعة استثنائية توازي متعة ممارسة الرياضة، التي تواظب عليها للحفاظ على رشاقتها ولأنها تستمد منها النشاط والحيوية والقدرة على التخلص من ضغوط الحياة. يحتل الزي التقليدي حيزا مهما داخل خزانة شميشة، ومكانة خاصة في حياتها، فهي تعتبر أن الزي التقليدي يعتبر من الأمور الأساسية داخل البيت كما هو الشأن بالنسبة ل«الصالون البلدي»، الذي لا يستطيع المغاربة الاستغناء عنه. «أي امرأة مغربية عندها زي تقليدي في الخزانة ديالها» تقول شميشة، فهي لا ترى بديلا عنه خلال المناسبات والأعياد، بل وتحرص أيضا على ارتدائه أيضا في أيام العمل وحتى داخل البيت، لذلك فهي تتوفر على تصاميم متنوعة من الملابس التقليدية، يتماشى كل نوع منها مع طبيعة المناسبة والمكان الذي تكون متواجدة فيه. شميشة الشافعي ليست من النساء اللواتي يستهويهن التسوق وتتحكم فيهن لذة الشراء، فهي لا تستسلم بسهولة للمغريات في عالم التسوق، بحيث تكتفي دوما باقتناء المستلزمات والحاجيات الأساسية لأنها لا تحب إنفاق المال في الكماليات والأمور غير الضرورية، كما تشترط توفر عنصر الجودة في كل المنتوجات التي تشتريها، فعملا بمبدأ «عند رخصو تخلي نصو» لا ترجح كفة الاختيار للكمية على حساب الجودة، بحيث تفضل اقتناء منتوج واحد حتى لو كان سعره مرتفعا بعض الشيء، كي تضمن استعماله والاستفادة منه لأطول وقت ممكن. تشعر شميشة بسعادة منقطعة النظير عندما تجمعها الصدفة بصديقاتها اللواتي جمعتها بهن أيام الدراسة، لأنها من الأشخاص الذين يقدرون قيمة الصداقة، لكنها في الوقت ذاته تعترف بأنها لا تتواصل مع صديقاتها ومعارفها بشكل دائم، كما يتعذر عليها لقاؤهم بسبب إكراهات العمل، التي تحرمها في كثير من الأحيان حتى من حضور المناسبات العائلية وزيارة أقاربها. من أكثر الأمور في الحياة التي تبعث السرور في نفس شميشة هي التفاؤل والإيجابية بكل مظاهرهما، فعندما تلمس هاتين الصفتين في الأشخاص المحيطين بها تشعر بدورها بالتفاؤل، الذي تستمد منه القدرة على العطاء والإبداع خاصة في مجال عملها، على عكس السلبية التي تطغى على حياة الناس من خلال متابعتهم للمآسي والكوارث التي يكون ضحيتها عدد كبير من الناس عبر العالم، والتي توصد في وجههم أبواب الأمل وتجعلهم ينظرون إلى المستقبل بنظرة تشاؤمية، وهو الأمر الذي ترفضه شميشة بشدة، فهي تعتبر أن الإنسان لا يجب أن يستسلم للتشاؤم، بل يجب أن ينظر دوما إلى المستقبل بتفاؤل كي يسير بحياته نحو الأفضل. شادية وغزو