إلى عهد قريب، كان العلماء يعتقدون أن نمو الدماغ يتوقف خلال السنوات الأولى من عمر الإنسان. ومع تطور، الأبحاث توصل العلم إلى أن خلايا الدماغ تتجدد منذ الولادة إلى أن يموت الإنسان، كما أن هذه الآلية المعقدة (أي الدماغ) التي يتم في كل مرة اكتشاف جزء من أسرارها الكثيرة، تتكون من 85 إلى 100 مليار خلية، وكل خلية تتجند لخلق آلاف الروابط أو الوصلات العصبية مع الخلايا الأخرى حتى تتمكن من تكييف الدماغ ومطاوعته وهو ما يعرف باللدونة العصبية أو la neuroplasticité. فمثلا، في حالة الأشخاص الذين حرموا من نعمة البصر، لاحظ العلماء أن حاسة السمع واللمس والشم لديهم جد متطورة، وبالتالي فإن الدماغ يعمل على تكييف خلايا حاسة البصر وإعادة استغلالها للمساعدة في وظائف أخرى، وهو ما يفسر تطور الحواس السالفة الذكر عند المكفوفين. الاختصاصي النفسي للطفل والمراهق عبد الهادي الكاسمي يقدم أمثلة أخرى حول قدرات الدماغ على التكيف في هذا العدد من "كيف الحال".