أشادت كريستالينا جورجيفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، بما حققه المغرب في العديد من المجالات وبحزمة الإصلاحات المهمة التي أطلقها خلال السنوات الأخيرة "رغم الصعوبات"، لكنها إصلاحات مفيدة للاقتصاد، مؤكدة أن اختيار المغرب لاحتضان الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المزمع عقدها السنة القادمة بمراكش لم يأت بمحض الصدفة، بل هو نتيجة لالتزام المغرب بتعزيز الحكامة ومحاربة الفساد والإصلاح الجبائي وتبسيط المساطر أمام الاستثمار وتجويد النفقات العمومية والبيئة التنظيمية لممارسة الأعمال، فضلا عن كونه جسرا "فريدا" يربط بين أوروبا والعالم العربي والقارة الافريقية. وعبرت جورجيفا، التي تولت رئاسة صندوق النقد الدولي خلفا لكريستين لاغارد، خلال ندوة صحفية اليوم الخميس بالرباط، بمعية محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، وعبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، عن سعادتها بزيارة المغرب لأول مرة، حيث أعربت عن إعجابها بالتجربة المغربية والتقدم المحقق في العديد من المجالات، سيما التوجه نحو دعم الشباب والنساء، والاستثمار في الدول الافريقية، مشددة على أنها ستعمل على أن يدعم "النقد الدولي" طموحات المغرب في تحقيق الازدهار وترجمة تطلعاته على أرض الواقع. وأضافت أن توقعات الصندوق لنسب النمو بالمغرب تشير إلى وجود تحسن على هذا المستوى، حيث من المرتقب أن يحقق الاقتصاد المغربي نسب نمو تصل إلى 3.7 بالمئة السنة الجارية و 4 في المائة سنة 2021، مؤكدة أن هذا التحسن سيساهم في خفض نسب البطالة وتقوية المؤشرات الاقتصادية. وتابعت أن صندوق النقد الدولي مستعد لدعم المغرب في ورش النموذج التنموي الجديد، معتبرة أن ما يقوم به المغرب في هذا الشأن ينم عن نظرة شاملة للمستقبل، حيث دعت في هذا الصدد إلى الاستثمار في العنصر البشري وسن سياسات مرنة تتماشى مع التغيرات السريعة التي يعرفها العالم في مختلف الأصعدة. وأوضحت جورجيفا أنها تنتظر خلاصات لجنة صياغة النموذج التنموي الجديد من أجل تعميمها على دول أخرى من أجل الاستفادة من تجربتها من جهته، قال محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، إن جودة العلاقات بين المغرب وصندوق النقد الدولي عرفت طفرة نوعية في الآونة الأخيرة، حيث نوه الصندوق بالإصلاحات التي دشنها المغرب على المستوى الهيكلي والقطاعي في مجموعة من مذكراته وخلال المباحثات الثنائية التي جمعت مسؤولي الصندوق بنظرائهم المغاربة، مشيرا إلى كون زيارة المديرة العامة للصندوق إلى المغرب تأتي بعد انتخاب المغرب من بين 13 دولة لاحتضان الجموع العامة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي سنة 2021، وبالتحديد مدينة مراكش، حيث سيقصد المدينة وزراء مالية ومدراء البنوك المركزية عبر العالم، وستتحول طيلة أسبوع للعاصمة المالية والاقتصادية للعالم. وأضاف أن المديرة العامة لصندوق النقد الدولي قامت بزيارة موقع "باب إيغلي" الذي سيحتضن أشغال الجموع العامة خلال العام المقبل من أجل التأكد من تقدم الأشغال وعقد لقاءات مع المجتمع المدني، مؤكدا أن المسؤولة عبرت عن دعمها لأوراش الإصلاح بالمغرب ومساندة المسار الذي تشهده البلاد، وبالأخص التفكير لإعداد نموذج تنموي جديد. بدروه، قال عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، إن المديرة العامة لصندوق النقد الدولي وعدت أن تكون داعمة كبيرة للدول الصاعدة والنامية، بما فيها المغرب، مشددا على أن الشراكة بين المغرب وصندوق النقد الدولي قوية واستثنائية، حيث أن المغرب يعد البلد الوحيد العضو بالصندوق الذي يستفيد من خط الوقاية والسيولة PLL، متوقعا أن تتعزز هذه الشراكة أكثر في المستقبل.