أحال المجلس التأديبي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المعلق الرياضي عزيز ريباك، على التقاعد الإجباري، على خلفية قضية سب الذات الإلهية أثناء تعليقه على المباراة، التي جمعت فريقي المغرب التطواني والوداد الفاسي بملعب سانيه الرمل، برسم الجولة الثالثة من الدوري الوطني الممتاز، شهر شتنبر الماضي، علما أن ريباك تفصله أربع سنوات عن سن التقاعد القانوني. ولم ينجح المحامي، الذي استعان به ريباك أمام أعضاء المجلس التأديبي، في تخفيف العقوبة عنه، رغم تعدد النقط التي استند إليها في دفوعاته، في مقدمتها غياب نية القصد، وظروف العمل غير الملائمة بالملعب، الذي كان يشهد أوراش إصلاح جنباته، فضلا عن التشويش بخطوط الاتصال، التي استخدمها المعلق الرياضي. وحسب مصادر جيدة الاطلاع، فإن المعلق الرياضي بالقناة الأولى، عزيز ريباك، سيتقدم بطلب استعطاف من فيصل العرايشي، مدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، من أجل إعادة النظر في القرار. وتعتزم النقابة الوطنية للصحافة المغربية تقديم مذكرة، إلى المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تذكر فيها حالات سابقة متشابهة للخطأ الذي وقع فيه ريباك دون أن تتخذ في حق أصحابها العقوبة ذاتها. وأوضحت المصادر ذاتها أن أطرافا عديدة دخلت على الخط وتنازلت بثقلها من أجل استصدار هذا القرار، في مقدمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، معتبرة أن "سب الذات الإلهية" على الهواء مباشرة، خطأ جسيم وجب التعامل معه بأشد العقوبات. وعبر محمد سراج الضو، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة، عن التضامن المطلق مع عزيز ريباك، مضيفا أن من حق المعلق الرياضي اللجوء إلى القضاء في حال عدم استجابة إدارة دار البريهي لملتمس طلب العفو، الذي سيقدمه ريباك. واعترف محمد سراج أن ريباك وقع في خطأ غير مقصود، لأنه أخل بالمسؤولية الأخلاقية، التي يجب أن يتصف بها الصحافي، الذي يتعامل مع المتلقي بشكل مباشر، غير أنه اعتبر في الوقت ذاته أن الإحالة على التقاعد الإجباري، تعد قرارا قاسيا في حق الصحافي ريباك، مضيفا أن قضيته أخذت بعدا إعلاميا واسعا ساهم في تعقيد وضعه، معتبرا أن أخطاء مشابهة وقع فيها بعض الصحافيين، سواء بالقنوات المرئية أو المسموعة، غير أنهم ظلوا بعيدين عن العقاب، أو كانت عقوباتهم مخففة في أسوأ الحالات، بسبب عدم متابعة الصحافة المكتوبة، على الخصوص، لأخطائهم ومنحها بعدا إعلاميا مشابها لما وقع مع عزيز ريباك. كما قضت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا"، بتغريم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة 25 مليون سنتيم، وأرجأت إدارة الأخيرة معاقبة ريباك طيلة الشهرين الماضيين، اللذين أوقف خلالهما، صرف راتبه الشهري، إلى غاية الأربعاء الماضي.