لم يكن أكبر المتفائلين من جانب البلوغرانا يتوقع هذا المهرجان من الأهداف و هذا المستوى الراقي داخل الملعب، إذ ظهر الملكي و كأنه فريق من الدرجة الثانية أمام أشبال غوارديولا الذي "ألجم" مورينهو بخماسية ستبقى تاريخية.. و لم يكن أشد المتشائمين من جانب الفريق الملكي يتوقع هذا المستوى للنادي الذي لم يخسر منذ بداية الموسم، بل حتى رونالدو أبرز لاعبي الميرينغي لم يقدم الأداء المأمول و ظل تائها وسط التمريرات السريعة لوسط البلوغرانا.. انتهت إذن ملحمة الكامبنو و كلاسيكو العالم ب"فضيحة" كروية كان بطلها فريق لا زال يؤكد منذ ثلاث سنوات أنه أفضل فريق في العالم، و يعد هذا الفوز هو الخامس على التوالي لبرشلونة على ريال مدريد في الكلاسيكو في الأعوام الثلاثة الأخيرة، كما هو الفوز ال63 لبرشلونة مقابل 68 خسارة في 161 مباراة مع النادي الملكي في الدوري، والفوز ال82 في مختلف المسابقات مقابل 95 خسارة في 213 مباراة في مختلف المسابقات بين الفريقين.. كيف جاءت دقائق المباراة؟ و كيف أبطل غوارديولا خطة مورينهو؟ البارصا حسم اللقاء في 20 دقيقة و أدخل الريال في متاهة قد يكون لعامل الثقة الزائدة في النفس دور في هزيمة الريال بنتيجة تاريخية، فقد أخطأ مورينهو و لاعبوه بإطلاق التصريحات الاستفزازية و تصوير البارصا على أنه فريق عادي و أن الريال "لا يقهر"، و بالمقابل فقد التزم غوارديولا الصمت و أمر لاعبيه بعد التعليق أو الرد إلا داخل الملعب، و هو ما حصل ليلة الكلاسيكو التي دخلها الفريق الملكي و كأنه فائز لا محالة.. و وجد رونالدو و رفاقه صعوبة كبيرة في الدخول في أجواء المباراة خاصة مع سيطرة تشافي و إنييستا و بوسكيتس على وسط الملعب حيث لم يسمح للاعبي الريال بالتنفس و حرمهم من الكرة خاصة مع غياب أوزيل الذي ظهر كالشبح في اللقاء و بطء سامي خضيرة الذي لم يقدر على مجاراة إنييستا السريع و المهاري.. ونجح تشافي هرنانديز في افتتاح التسجيل عندما استغل تمريرة رائعة من اندريس انييستا داخل المنطقة فارتطمت بكعبه وتهيأت أمامه ليلعبها ب"اللوب" فوق الحارس كاسياس مفجرا فرحة 90000 متفرج داخل الكامب نو، وعزز برشلونة تقدمه بهدف ثان عندما تلقى دافيد فيا كرة داخل المنطقة فتوغل ولعبها عرضية تصدى لها كاسياس وتهيأت أمام بيدرو الذي تابعها بسهولة داخل المرمى، و مع بداية الجولة الثانية، أضاف النجم دافيد فيا ثالث أهداف اللقاء بعد تمريرة رائعة من ليونيل ميسي الذي أعاد نفس التمريرة لنفس اللاعب 4 دقائق بعد ذلك معلنا الهدف الرابع لفريقه في ليلة الأحلام التي لن تنسى، وختم جيفرن بديل بيدرو، المهرجان بهدف خامس إثر تلقيه تمريرة عرضية من بويان في آخر أنفاس المباراة.. مورينهو بعد الهزيمة: الخسارة ليست نهاية العالم غوارديولا: لا أهتم بحركة رونالدو تجاهي.. المهم أننا فزنا اعتبرت هزيمة الكلاسيكو الأقوى خلال المشوار التدريبي لجوزيه مورينهو، الذي أظهر تماسكه بعد تلقي فريقه هزيمته الأولى هذا الموسم (رغم أن الحزن و الحيرة كانا باديين على محياه)، والتي جاءت مدوية على غريمه التقليدي برشلونة وقال مورينيو في تصريحات نشرتها صحيفة "آس" الإسبانية: "لم نتعرض للإهانة في هذه المباراة، نعم هي أكبر هزيمة تعرضت لها في مشواري التدريبي، لكنها هزيمة يمكن ابتلاعها لأننا لم نكن نمتلك حظوظاً إطلاقاً للفوز بها. في بعض الأحيان تشعر بالحزن لأنك خسرت بسبب غياب التوفيق في لعبة ما أو بسبب قرار تحكيمي، خرجت بهزائم مع تشيلسي وانتر ميلان من قبل كانت أكثر ألماً، لكني أشعر بالحزن بطبيعة الحال". و أضاف: "في كامب نو شاهدنا فريقاً يلعب بكامل إمكاناته وقواه أمام فريق لعب شكل سيء للغاية، كانت هزيمة مستحقة لنا، لكني أكرر مرة أخرى أن من السهل ابتلاعها أو تقبلها". و شدد مورينهو على ضرورة الفوز على فالنسيا بالبرنابيو للاستمرار في مطاردة البارصا . من جهته، و في تصريح أوردته "اليوروسبورت" و جريدة "السبورت"، تقدم المدير الفني لبرشلونة الإسباني بيب غوارديولا بالشكر إلى كل من أسهم في فوز الفريق الكتالوني على ضيفه وغريمه التقليدي ريال مدريد في اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب "كامب نو" ضمن المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم. وقال غوارديولا: "أود أن أهدي هذا الفوز الكبير لريكساش قائد كتيبة فرق الشباب في برشلونة وليوهان كرويف ولكل من رسم لنا الطريق على مدار ال 15 عاماً الأخيرة، ولكل من وضعوا ثقتهم في مشروعنا". وأضاف: "لا يمكننا العثور في العالم كله على فريق وضع ثقته في أولاده وشبابه مثل هذا الفريق، هذا ليس إنجازاً فردياً، بل مساهمة من الجميع". واحتفى المدير الفني الشاب بالإنجاز الذي حققه رجاله الذين خطفوا الصدارة من غريمهم التقليدي بالقول: "نعم هي مجرد مباراة بثلاث نقاط، لكن الفوز بمثل هذه الطريقة أمرٌ سيظل في ذاكرتنا دوماً. أعتقد أننا أمتعنا الجمهور، وكنا أوفياء لأسلوب لعبنا في نفس الوقت، ما يعطي لعملنا مذاقاً مختلفاً".