أكد الحسين عموتة أن بلوغ فريق الفتح الرباطي لنهائي كأس الإتحاد الإفريقي هو إنجاز في حد ذاته، مضيفا أن طموح الفريق الرباطي لن يتوقف عند هذا الحد بل يأمل في التتويج بلقبي الكاف وكأس العرش، وكذا التألق في منافسات الدوري.. وصول فريق الفتح الرباطي إلي المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإفريقي هو إنجاز غير مسبوق كيف تحقق ذلك؟ الكل يعلم أن فريق الفتح الرباطي عاش طيلة الإثني عشرة سنة الماضية الكثير من المشاكل علي المستوي التقني والتنظيمي والتسييري، وقضي هذه المدة بين اللعب في القسم الهواة..ولكن في الثلاث السنوات الأخيرة، وضع المكتب المسير الجديد إستراتيجية جديدة بأبعاد مختلفة وبأهداف مضبوطة..صحيح أن التأهل إلي النهائي الإفريقي هو إنجاز غير مسبوق، ولم يكن في يوم ما من أهداف الفريق لكن تحقيق ذلك لم يكن من باب الصدفة، بل كان نتيجة مجهودات الأطر التقنية واللاعبين والمكتب المسير. ماذا استفاد فريق الفتح الرباطي من هذه المغامرة الإفريقية ؟؟ علي الجميع أن يعرف أن فريق الفتح الرباطي كان في أمس الحاجة إلي هذا الإنجاز ليسود عنصر الثقة بين اللاعبين و الأطر التقنية لتحقيق النتائج الإيجابية قاريا ومحليا..الفريق استفاد من 18 مباراة دولية تنقل فيها عبر مجموعة من الدول وأصبح يحظى بشهرة وقيمة محترمة، وخير دليل هو التصنيف الأخير للجامعة الدولية، حيث أصبح الفريق يحتل الرتبة السادسة بين الأندية الإفريقية. هل الفوز بكأس الاتحاد الإفريقي أصبح الآن مطمحا مشروعا؟ أعتقد أنه من غير المعقول أن تطالب من فريق يلعب موسمه الثاني بالقسم الأول بنيل كأس إفريقيا..أهداف الفريق المسطرة هي احتلال الرتبة العاشرة السنة الماضية، والرتبة السادسة هذه الموسم، وفي السنوات الخمس القادمة ستكون المنافسة علي الألقاب الوطنية، ثم بعد ذلك القارية.أما الإنجازات التي تم تحقيقها حاليا فهي تأتي خارج التدبير والتسيير المعقلن، هي إنجازات خارج النص كما يقولون..هناك عمل قاعدي نشتغل عليه، وهناك اجتهادات مبذولة من كل مكونات الفريق كما أن الحظ كان بجانبنا في بعض الأحيان، وأتمني أن تبقي مسيرة التفوق مستمرة. هل يمكن أن ينافس فريق الفتح الرباطي علي الفوز بالبطولة الوطنية خلال هذا الموسم؟ حسب الإستراتيجية التي وضعها الفريق - كما سبق الذكر- هو احتلال الرتبة السادسة. والظروف الحالية لا تسمح له باللعب علي الألقاب..ولكن هناك طموح للذهاب بعيدا في البطولة الوطنية، التخوف الوحيد هو التعب والضغط الذي أصبح يشعر به اللاعبون من جراء كثرة المباريات، وتبقي مهمة الأطر التقنية هو حسن تدبير هذه الوضعية من خلال إيصال اللاعبين إلي جاهيزية بدنية ونفسية في المستوي، ومناقشة كل مباراة علي حدة. هل ستعرف التركيبة البشرية لفريق الفتح الرباطي انتدابات جديدة؟ نحن محتاجون إلي ثلاثة لاعبين لتطعيم الفريق أثناء مرحلة الانتقالات الشتوية، علي أساس أن يكون هؤلاء اللاعبين من مستوي جيد، والاتصالات مع البعض منهم في مراحلها الأخيرة. كيف تري البطولة الوطنية هذا الموسم؟ هي بطولة عادية كسابقاتها، لكن ما أثار انتباهي هو البداية المتعثرة للأندية الكبيرة كالرجاء والوداد والجيش، وتألق أندية أخري كأولمبيك آسفي وأولمبيك خريبكة..كما أن البطولة الحالية تعرض تباينا ملحوظا عي مستوي نتائج الدورات. ما قولك في ظاهرة تغيير المدربين التي استفحلت مع بداية الموسم الكروي الحالي؟ أعتبرها ظاهرة غير عادية، فأنا أومن بالاستقرار التقني لأنه هو الذي يؤدي إلي تحقيق النتائج الإيجابية، لكن دعني أقول أن الاختيارات الأولية للمدرب ينبغي أن لا تكون متسرعة، وأن تخضع للعديد من الضوابط، بعيدة عن الأهواء والخواطر. الكثير من الفرق الوطنية ارتبطت هذا الموسم بأطر وطنية كيف تفسر ذلك؟ هذا شيء إيجابي، ينبغي أن تمنح الثقة للإطار الوطني القادر علي تحقيق النتائج الإيجابية والتاريخ يشهد علي ذلك..لكن علينا الكف في المدح في الأطر الوطنية، هم مطالبون ببذل المجهودات من خلال البحث والتكوين المستمر للرقي بهذا الميدان إلي ما هو أحسن، ولا بأس من الاستفادة من الخبرات الأجنبية العالية في ميدان التدريب والتكوين. تدخل كرة القدم المغربية السنة القادمة في أول بطولة احترافية هل تري أننا مؤهلون لذلك؟ من الضروري أن نبدأ في تطبيق نظام إحترافي في البطولة الوطنية رغم الإكراهات، فعلي سبيل المثال، الإخوة في تونس يجنون ثمار الإحتراف الذي بدؤوا في تطبيقه منذ عشر سنوات، وأصبحت الهوة بيننا وبينهم تزداد يوما بعد يوم..الذي ينبغي أن ننتبه إليه هو تنظيم العلاقات بين اللاعبين والمدربين والأندية من خلال التعاقدات. إن الإحتراف هو ضمان تأطير وتسيير جيد للفريق. هل ينطبق ذلك علي فريق الفتح الرباطي؟ الفتح هو فريق عاد بتسيير جيد ومعقلن، طموحه يزداد موسما بعد موسم..الجانب التقني والتنظيم الإداري والتسيير المحكم هو نقاط قوته، ويمكن أن نقول أن مقومات الفريق المحترف غير موجودة حتي في أغلب الدول الإفريقية، ومازلنا نعاني من غياب بنية تحتية في المستوي، كما أن مشكل العقليات مازالت تتحكم في المحيط الكروي، وعلاج هذا لن يأتي في موسم واحد، وعلينا انتظار خمس سنوات لنجني ثمار الإحتراف. آخر كلمة أستغل هذه الفرصة لأهنئ أسرة الفتح علي هذا الإنجاز التاريخي، متمنيا أن نبقي في هذا الخط التصاعدي، كما أدعو الجمهور الرباطي إلي العودة إلي المدرجات، فنحن في أمس الحاجة إلي مساندته ودعمه.