تحول جزء غير يسير من سور باب مراكش بمدينة الدارالبيضاء إلى صالون مفتوح لحلاقة السيدات، على الطريقة الإفريقية، وتمكن عشرات من الأفارقة المنتمين إلى جنسيات مختلفة من اقتطاع مكان لهم خارج سوق باب مراكش خاصة عند مدخل شارع هوفيت بوانيي المؤدي إلى محطة القطار الميناء، حيث يعرضون مجموعة من السلع القادمة من أدغال إفريقيا، إلى جانب مواد تستعمل في مجال الشعوذة، وأصبحت الساحة الواقعة تحت "المكانة" تحت تصرف هؤلاء الأفارقة الذين عملوا على إحداث صالونات للحلاقة، حيث تعمل مجموعة من السيدات على استغلالها لعمل تسريحات الشعر بنكهة إفريقية، وقال تجار مغاربة يستغلون المكان نفسه إلى جانب الأفارقة، إن الأخيرين يتاجرون في كل شيء بما فيها العملة الصعبة، كما يعملون مرشدين سياحيين لعدد من السياح القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تكون لهؤلاء الأفارقة تجربة في مجالات أخرى لها علاقة بالتأشيرات، مشيرة إلى أن عدد هؤلاء التجار تزايد في الأشهر الأخيرة بشكل ملفت، بعد توافد أعداد أخرى على المكان. وقالت المصادر إن بين الأفارقة التجار عددا من الشباب الذين جاءوا إلى المغرب بهدف الدراسة قبل أ، ينقطعوا عنها ويتحولوا إلى تجار يبيعون كل شيء. وأوضحت المصادر ذاتها أن هؤلاء الأفارقة وجدوا في السوق المغربية متنفسا لهم، خاصة ما يتعلق بتجارة العملة، مشيرة إلى أن عددا منهم ارتبط بعلاقات متينة مع تجار البازارات الذين يعملون هم أيضا في مجال العملة. وأوضحت المصادر أن هؤلاء التجار تمكنوا من الإندماج مع التجار المغاربة الذين يقتسمون معهم تلك الوجبات البسيطة، ويتحاورون فيما بينهم بلغة فرنسية رديئة، تفي بالغرض، وبينهم يتم تداول كل شيء بما فيها السلع، كما تحول المكان إلى مزار للسياح الأجانب الذين يفدون على المكان إما بدافع الفضول أو لعمل تسريحة الشعر. إلى ذلك أشارت المصادر ذاتها إلى أن تجمع الأفارقة هذا يتزايد يوما بعد يوم، وقالت إن الأمر يتعلق بفضاء تجاري عشوائي تم إحداثه في غفلة من الجهات المسؤولة، قبل أن يتحول إلى أمر واقع، مشددة على أن الأفارقة ارتبطوا بعلاقات خاصة مع مجموعة من الجهات التي باتت توفر لهم الحماية المطلوبة، وفيما لم تؤكد المصادر وجود مخطط لتحرير الساحة من يد هؤلاء التجار، اكتفت بالتأكيد على أن هؤلاء التجار الجدد ينتظمون في جماعات منغلقة، ويوجد على رأسهم أمين يحمي مصالحهم مقابل عمولات يحصل عليها.