بثيرك تحلقهم حول بعضهم في جماعات منعزلة، وكلما اقتربت منهم تزكمك رائحة نتنة تنبعث من مواد يبيعونها للمغاربة أغلبها يتم صنعه بطريقة تقليدية، تجمعات لأفارقة من كثير من الجنسيات يتحلقون بمدخل باب مراكش بمدينة الدارالبيضاء، أو يجلسون بمدخل شارع هوفيت بوانيي، المعروف ببزاراته، لا أحد يعرف ما يفعله هؤلاء الألإارقة طوال النهار في تلك الساحة، وأغلب الظن أنهم يتاجرون في العملة الإفريقية. التجار الأفارقة متضامنون فيما بينهم، وكثير من نساءهم حولوا مدخل باب مراكش إلأى صالون حلاقة يعيدون ترتيب شعر المغربيات المهووسات بتلك التسريحة الإفريقية ذات الظفائر المتناسقة، وخلال شهر رمضان يخصل هؤلاء الأفارقة خاصة المسلمون منهم الذين يحصلون بدرهم على وجبة الفطور جنبا إلى جنب مع البائعين المغاربة. الغريب في الأمر أن هؤلاء التجار اندمجوا بشكل سريع مع المغاربة الذين يقتسمون معهم تلك الوجبات البسيطة، ويتحاورون فيما بينهم بلغة فرنسية رديئة، تفي بالغرض، وبينهم يتم تداول كل شيء بما فيها السلع، تجمع إفريقيا هذا يثير كثير من الفضوليين خاصة السياح اللذين يلجؤون إلى المكان ربما لعمل تسريحة الشعر، لكن أكثر من ذلك لفتح نقاش مع الأفارقة حول ظروف عيشهم، هؤلاء فضلوا البحث عن مورد رزق بدل تسول المارة، وكثيرون تحولوا إلى رجال عمال يجلبون السلع من بلدانهم عبر لوبيات منظمة، ويعيدون بيعها بباب مراكش. الكل يعرف بتواجد هذه الشريحة من التجار، لكنهم يفضلون عدم إزعاجهم، هنا ناذرا ما يمر المخازنية، ربما لأن الأفارقة مسالمون بالكاد يبحثون عن لقمة خبز تقيهم التشرد، يتوفرون على أمين ينظم الحرفة ويحدد مساحة كل واحد منهم، ويتكلف بتقديم الإتاوات اللازمة، مقابل عمولات يحصل عليها، إنه خليط فرض عليه التجانس من أجل الحفاظ على خيط الحياة.