بين عالمين يعيشون: حقيقي وافتراضي. إنهم السحرة، يسخرون الأرواح ويروضون كبار ملوك الجان. ذاع صيتهم بين مشارق الأرض ومغاربها. سحرة من نوع خاص، كل منهم قيم على قسم من أقسام السحر السفلي والعلوي والأرضي. سحرة مغاربة استطاعوا بأعمالهم الشيطانية أن يحتلوا مراتب الصدارة في لوائح السحر الأسود باختلاف مشاربه ومدارسه. زبنائهم من علية القوم، ممن يطمحون إلى بلوغ "المستحيل"، وممن يقدمون الملايين في سبيل نيل المراد، ما يجعل خارطة السحر "هاي كلاص" تضم عمالقة لا يقوى أحد على اختراق صروحهم المحروسة بشياطين مدجج بقوى فوق طبيعية. لكل منهم طقوسه الخاصة التي تختلف باختلاف تقنيات السحر الأسود، لكنها تتوحد في الإخضاع والترغيب، كما الترهيب، والتي قد تصل في الكثير من الحالات إلى القتل. بينهم مغاربة ويهود وأفارقة وجدوا في المغرب أرضا خصبة لمزاولة نشاط خفي، يحتاج صاحبه إلى خبرة هائلة بتعاويذ السحر، وشجاعة لا يهاب معها كل ما قد يواجهه بين عالمي الإنس والجن لنيل مفاتيح السيطرة على الأرواح الثائرة، وكشف أسرار لا يقوى العقل على تصديقها. "مغرب اليوم" حاولت الغوص في هذا العالم الغامض، من خلال رصيد شهادات وقصص عاشها أشخاص وجدوا في السحر الحل الأمثل لمشاكلهم، وعبر طرح العديد من الأسئلة لفك ولو جزء من شيفرات عمل حاخامات وفقهاء يزعمون "جلب الغائب" وضمان "الهبة" و"تغيير القدر"، بخواتم روحانية و"حجابات" وأعمال سحر تصل أسعارها إلى ملايين السنتيمات، حيث يلعب "مخ الضبع" و"البخور" بشتى أنواعه أدوارا مهمة في الممارسات السحرية التي تشكل سندا ضروريا لطقوس طرد الشر والحصول على "البركة"، فقوة السحر المغربي جعلت أعدادا من يلهثون خلف هذه المعتقدات في تزايد مستمر. ينتشرون بين أرقى فيلات وأفخر شقق الدارالبيضاء، والرباط ومراكش والصويرة وأكادير، وغيرها، بل منهم من غادر المغرب متجها إلى أوربا وأمريكا، وحتى دول الخليج، لتحقيق "المستحيل"، من خلال معادلة غامضة كل شيء مباح فيها، وتشمل مطلق الممارسات والطقوس الغريبة التي تمكن الفرد من جلب المنافع أو المشار لنفسه أو للآخر، بحسب الطلب وما تشتهيه أنفس الزبائن، وتحقيق كل غريب وعجيب من رغباتهم التي لا تنتهي. يقومون بأعمال سحر يعجز العقل البسيط عن تصديقها، كتلك التي تقدمها أشرطة الخيال العلمي، بدءا من "التباريد" الذي يرصد فلا يؤثر في صاحبه سلاح و"يمنح هبة روحانية" تخرس الأفواه وتجعل كل من قابل صاحب العمل ينبهر بشخصه الهلامي، ويخضع وينساق لطلبات حامل العمل، كما أنهم يرسلون الهواتف الروحانية ليلا، حتى لا يقدر مسؤول أو صاحب نفوذ أن يصدر ضدهم قرارا قد يهدد استقرارهم المادي والمهني، أو وضعيتهم الاجتماعية، حسب ما أوضحته الحاجة زينب ل"مغرب اليوم". "زينب" تفشي أسرارها الحاجة زينب واحدة من بين هؤلاء السحرة "الخارقين للعادة"، الذين اكتسبوا "طاقات غير طبيعية"، أكدت أن التحكم فيها يجعل خبراء السحر الأسود يقومون بالعديد من التضحيات لإخضاع خدام العالم الآخر وتسخيرهم، والذين يتحولون إلى أسلحة فتاكة غير مرئية. وتقاس قوة الساحر بقوة قدراتهم على تحقيق الأعمال الشيطانية كيفما كانت أنواعها وأغراضها، وبلوغ هذا الهدف ليس بالسهل، حسب ما روته الحاجة زينب، التي أكدت أن طقوسا خاصة تتم قبل التحكم في أحد الخدام، الذي بمجرد السيطرة عليه يصبح قرينا للساحر ويلازمه إلى آخر يوم في عمره. وتبقى الخلوة هي أشهر هذه الطقوس، إذ تتم بترديد بعض الأٌقوال التي تجلب الجن والشياطين، الذين بدورهم يشترطون على الساحر الكثير من الأمور لإرضاء رغباتهم، وهم من يقررون الفترة الزمنية للخلوة، ويفرضون بعض الأعمال التي ليس من السهل تلبيتها قبل الخضوع. وتوضح الحاجة زينب أن من يدخل هذه المرحلة الخطيرة، التي قد تنتهي إلى حالة من الخوف أو الضعف بالإصابة بالجنون، يبقى على نجاسة ويتجرد من جميع الملابس ويصلي بعض الركعات بسور مكسرة، وبركعات محددة العدد، كما يسرد أورادا جلها تعظيم لشياطين الجن، وتكسير آيات القرآن الكريم، مع الالتزام بتلاوة العزائم. والشرط الأخير دائما يحرص الخادم فيه على تدنيس الساحر للقرآن. وتضيف "أن الخلوة امتحان عسير للساحر، واختبار يسعى من خلاله الشيطان لإضعاف الشخص، وإن لم يتمكن من تحقيق ذلك، يخرج في الليلة الأخيرة من الفترة المحددة ويصبح خادما للساحر". شعوذة راقية بخلاف صغار الدجالين والمشعوذين البسطاء الذين تنبعث من أكوارهم روائح كريهة تزكم الأنوف، وتؤثث غرفهم جلود الحيوانات وكائنات محنطة وبخور وبيض الطيور، وروث الدواب، لا يجمع سحرة "الهاي كلاس" بهؤلاء غير مجال الدجل، بحيث تختلف أنظمة عملهم، وحتى سبل الوصول إليهم، وبعكس باقي العرافين البسطاء والشوافات المنتشرين بين أزقة الأحياء الشعبية والقرى والأضرحة، يراعي السحرة "الهاي كلاس" "بروتوكول" الشخصيات الوازنة والمرموقة التي تتهافت عليهم بتقديم أحسن الخدمات وأرقاها، مقابل مبالغ خيالية قد تتجاوز 10 ملايين سنتيم للعمل الواحد. زبائن السحر تعمل الحاجة زينب، التي ذاع صيتها بين سيدات ورجال الطبقة الراقية، في إحدى الشقق الفارهة بشارع الزرقطوني بالعاصمة الاقتصادية. زبناؤها ينقسمون إلى أطر ومنهم مسؤولون كبار في إدارات عمومية، وبعض "صناع القرار"، ونساء ورجال أعمال من داخل وخارج المغرب، وحتى بعض مشاهير الفنانين. قسمت الحاجة زبناءها إلى أصناف، منهم من يبحث عن السلطة والنفوذ، وآخرون يصفون حسابات شخصية بهدف الانتقام وصنف آخر يبحث عن القبول وجلب الحظ أو الإنجاب زيادة القدرة الجنسية. خلطات سحرية لم تتردد الحاجة زينب في الكشف ل"مغرب اليوم" عن بعض الخدمات التي تقدمها لزبنائها كخلطة عجيبة. الغرام الواحد منها يصل أحيانا إلى 10 آلاف درهم. ويعتبر "مخ الضبع" المادة الرئيسية فيها، وهو العنصر الذي يجعل الوصفة باهظة الثمن لعدم توافره بكثرة بالمغرب، حيث يلجأ السحرة إلى جلبه من دول أخرى وسحقه لصنع تعويذة الخضوع. والثابت أيضا، بحسب زينب، أن "مخ الضبع" يعتبر من أندر المواد السحرية وأغلاها في الأسواق السرية للشعوذة، وبالتالي فدماغ ضبع واحد يساوي ثروة حقيقية، واستعمالاته متنوعة ولا حصر لها، يمكن استعماله لوحده بحكه على مستوى الحاجبين للسيطرة على الطرف الآخر أو إخضاعه، لما يتوفر من قوى غيبية في جسد هذا الحيوان الذي يلعب على غرار حيوانات أخرى، كالغزال والخفافيش والنسور، أدوارا مهمة في الممارسات السحرية، فدماؤها ولحومها، وحتى فضلاتها، تشكل سندا ضروريا لطقوس طرد الشر والحصول على البركة. تسهر "الحاجة" على صنع خواتم روحانية بالذهب أو الفضة، وبأحجار كريمة. وهي تحبس قوى خارقة، على حد قولها، تمكن من يضعها من تحقيق المستحيل. و"الخواتم الروحانية كثيرة ولا حصر لها، والتي تشهد إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، منها خواتم طلاسم الكواكب السبعة، ومنها خاتم الشمس، الذي يتم استعماله للظفر بالمحبة ومجالسة الملوك والأمراء ولقضاء الحوائج منهم. وهناك خاتم القمر لمن يطمح إلى التقرب من الوزراء، وضمان مودتهم وحفظ النفس منهم، وخاتم المريخ لهزيمة الأعداء...". انخرطت الحاجة في الشرح والتفسير وتعريف كل عنصر، والدور الذي قد يلعبه في تغيير مصير الأشخاص، واللائحة طويلة، بحيث يتم تحضير كل خاتم بحسب طبيعة حامله: "هاذ الشي تيتخلص بالملايين، ولكن خدمتو صعيبة، تيجي عندي الإنسان كيخصني نعروفوا واش ناري ولا ترابي أو غيرو، فمثلا الناري تنقشو ليه الحروف الروحانية، وتنخدمو ليه الخاتم على الذهب، أما الترابيين تنديرو ليهم الفضة، والهوائي النحاس، ولي مائي القزدير، وهاذ الشي تيخصو لبخور، وخاتم واحد يتطلب عمل لفترة أسبوع أو أكثر". وفي كل مرة كانت تتوقف لتروي قصة أحد زبنائها، وكيف أن الأعمال السحرية ساعدته على حل مشاكله أو ضمان "الهبة" والاحترام, وطيلة الفترة التي جالسنا فيها الحاجة كانت تؤكد أن أهم شيء في عملها هو الحبكة والإطلاع التام على خبايا وأسرار العوالم الأخرى، والتزام الصدق فيما تقوم به. اليهود في المقدمة عرف الحاخامات والسحرة اليهود عبر العصور بقوة سحرهم وشدة تأثيره، بحيث كانوا ولا يزالون أباطرة السحر بشتى أنواعه. تختلف سبل اشتغالهم عن السحرة المغاربة في الكثير من الأمور، ومعظمهم ينشط في كبريات المدن المغربية، خاصة بالدارالبيضاء، بين إقامات المعاريف وشارع بوردو والمسيرة الخضراء، حيث كانت هذه المناطق تحتضن أكبر نسبة منهم. أحد هؤلاء الحاخامات ذاع صيته بمنطقة المعاريف، وتحديدا بإقامة روماندي 1، التي كانت وجهة "مغرب اليوم" للبحث عن أجوبة كثيرة حول سبل اشتغال السحرة اليهود. عند مدخل المبنى الزجاجي يجلس حارس العمارة، الذي بادرناه بالسؤال عن الطابق الذي فيه شقة الحاخام، فأخبرنا أن هذا الأخير انتقل إلى شارع المسيرة الخضراء، ونصحنا بأخذ موعد قبل زيارته، لأنه كثيرا ما يسارف إلى فرنسا. قصدنا المقر المذكور، حيث اختار الحاخام شقة بالطابق الأول من عمارة بهذا الشارع المعروف بالمدينة، حيث العديد من الأطباء من تخصصات متنوعة، وعلى باب شقته علقت يافطة نحاسية نقش عليها اسمه "الحاكم الحاخام اوهيان لازار ايلي". قرعنا جرس الباب الخشبي دون جدوى، لا الحاخام ولا أي من مساعديه كانوا بالداخل. عاودنا الزيارة إلى المقر بعد يومين. هذه المرة قابلنا مساعد "الحاكم"، الذي أخبرنا أن هذا الأخير سافر دون تحديد الوجهة. في صالة الانتظار صادفنا سيدة في مقتبل العمر، نادية (اسم مستعار) شكلها يوحي بأنها ميسورة الحال. امتزجت جملها باللغتين الربية والفرنسية وهي تروي الأسباب التي قادتها إلى طرق هذا الباب. لم تكن تلك زيارتها الأولى، بل هي زبونة دائمة وجدت ضالتها في سلوك دروب الشعوذة والدجل والاتكال على القدرات الخارقة للرجل لتنعم بالاستقرار الاجتماعي، وللحفاظ على زواجها الذي كان مهددا بالفشل. سألناها عن مدى تأثير سحر الرجل فلم تتردد في التأكيد على أنه من خيرة السحرة، بل وتعويذاته تفوق قوة سحر المغاربة الذين أكدت أنهم مجرد استغلاليين يسترزقون بالكذب. الساحر كان يزاول مهنته داخل شقة فخمة وشاسعة، حيث يسود هدوء رهيب ترتعش له الأبدان، سيما مع وجود حيوانات مخيفة محنطة وضعت في العديد من الأماكن في الشقة، وكذلك في غرفة الانتظار. حسب نادية، الحاخام رجل متفهم يراعي أوضاع زبائنه ويمدهم بالمساعدة والبركة لحل مشاكلهم. وعن الأسعار التي يتقاضاها مقابل أعماله، أكدت أن الثمن ليس في متناول الجميع، وأنها دفعت مقابل ثلاثة "حجابات" مبلغ 3500 درهم بعد توسط صديقة لها تتردد بدورها على الحاخام، موضحة أن المبلغ قد تجاوز تلك القيمة بحسب قوة العمل. انصرفنا بعد ذلك تاركين خلفنا عالما يلفه الكثير من الغموض والأسرار، وأسئلة كثيرة بقيت معلقة عن سبل اشتغال هؤلاء السحرة، وهل هم فعلا سادة السحر الأسود بالمغرب. السحر في خدمة "المتعلمين" نشأ وسط أسرة ينشط أغلب أفرادها في مجال المال والأعمال، الأب تاجر كبير، والإخوة تفرقت بهم سبل التجارة في العديد من الميادين، لكن حميد (اسم مستعار) قرر الابتعاد عن عالم التجارة والميادين التي يشتغل فيها إخوته ودرس بإحدى المدارس العليا بالمغرب، ليقتحم ميدانا من المفروض أن يكون صاحبه على قدر كبير من الوعي الثقافي. وبالفعل قام بفتح مكتب قرب إحدى القنصليات في الدارالبيضاء. هيئة الرجل لا تترك مجالا للشك بأنه قد يكون ممن يعتمدون السحر والدجل لبلوغ أهداف. كل شيء يبدو عاديا داخل مقر علمه، لكن، وفي يوم من الأيام، وحين أتت المرأة المكلفة بتوضيب المكتب، اكتشفت العديد من "الحجابات والحروزة" مخبأة وراء العديد من الصور وبأماكن أخرى، لتصدم من هول ما رأت، ولسان حالها يقول: "ترى لماذا يلجأ الناس المتعلمون لمثل هذه الممارسات؟". هذا "المثقف الساحر" كان يستعين بهذه "الحجابات" ليستقبل أكر عدد من الزبائن، وهو ما كان يتم بالفعل، إذ لم يكن مكتبه يخلو من الزبائن طيلة اليوم، كما كان يستعين بأساليب أخرى للحصول على أكبر عدد من الراغبين في خدمات الترجمة، حيث يقوم برش "الماء المبارك" الذي سلمه له أحد الفقهاء أمام المكتب في الساعات الأولى من الصباح، وهو الماء الذي أعطى فعاليته في كثير من الأحيان. بالإضافة إلى جميع هذه الممارسات، كان هذا المثقف، الحاصل على دبلوم عال، يتردد على "الفقهاء"، ليمدوه ببعض الأعمال التي غالبا ما تندرج في خانة "القبول"، كالنقش على الخاتم الذي يضعه، مما يجعل العديد من الزبائن لا يجادلونه كثيرا في أسعار الخدمات التي يقدمها، ويعودون إلى مكتبه رغم تدني الخدمات في بعض الأحيان، بل ويجلبون معهم زبائن جددا، يسقطون ضحايا الطلاسم و"الماء المبارك" و"الحجابات" المعلقة وراء صور المناظر الطبيعية على جدران المكتب. يقول حميد إنه لم يكن ليؤمن يوما بهذه "التخاريف"، لكنه نشأ وسط بيئة تؤمن بها وتجعلها سبيلا لإغناء تجارتها، كما أنه يتذرع في غالبية الأحيان بأنه "مسكون"، وأن الجن هم من يطلبون منه القيام بهذه الأعمال، فلا يجد بدا من إرضائهم والاستجابة لرغباتهم، مخافة أن يؤذوه. كان حميد يتردد على إحدى "الشوافات" التي ذاع صيتها في مدينة مراكش، وتحديدا بمنطقة "أغمات"، التي تتشكل غالبية زبنائها، على حد قوله، من المحامين ورجال الأعمال المرموقين، بل وحتى بعض كبار المسؤولين في أجهزة هامة بالدولة، حيث لا يمكن الدخول عليها إلا بعد تسليم بطاقة التعريف وأخذ موعد مسبق، لكنها، حسب روايته، بارعة في مجالها وتفك السحر، بل و"تعلم الغيب"، وتمد زائريها الأغنياء بالبركة وتزيد من غناه ونفخ ثروتهم. لم يقلع حميد عن ممارساته المتعلقة بالشعوذة والسحر لمدة طويلة. فرائحة البخور لا تفارق البيت، بالإضافة إلى أنه أصبح يعرف كيف يقرأ "اللدون"، الذي وبعد تذويبه يوضع في الماء لتتم قراءة الغيب، من خلال الشكل الذي تصبح عليه قطع اللدون، لينطبق عليه المثل الفرنسي القائل: "لفرط الحدادة يصبح المرء حدادا". أعطت تجربة "الحجابات" أكلها، وحصل المكتب على شهرة واسعة، وتزايد عدد زبنائه، لكنهم يكمل المشوار، لأن "ما بني على باطل فهو باطل". غير أن حميد ليس وحده ممن ينتسب إلى الطبقة المتعلمة ويلجأ إلى هذه الأساليب، فهناك العديد ممن يشتغلون في نفس المجال أو مجالات أخرى لم يمنعهم تعليمهم من تسخير التعويذات و"الحجابات" لإنجاح مشاريعهم وضمان مستقبل مهني على "بركة الفقيه".