حاول قيادي في جماعة الإخوان المسلمين من خلال حوار مع موقع إلكتروني مقرب من البيجيدي تبرئة الحزب الحاكم من الانتماء للتنظيم الدولي للإخوان بل نفى وجود التنظيم الدولي، غير أنه اعترف بالتنسيق حول الفكرة الإسلامية. وهذا القول يلتقي مع إصرار حزب العدالة والتنمية وتأكيدات قياداته على أنه ليس فرعا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والقول إن لا علاقة تربط بين إخوان بنكيران وباقي الإخوان المنتشرين في شتى أنحاء العالم والحاملين لجنسيات مختلفة، إلا أن بعض الأحداث تكشف زيف ما يدعون وتؤكد عكس ما يريدون إقناعنا به. فمن تاريخ التأسيس للجماعة الحاكمة اليوم في المغرب يتضح أن هناك علاقات وثيقة. فالدكتور الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية كان يعتبر من قادة الإخوان المسلمين، وهكذا نعاه مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين. ومن وقائع التاريخ القريب جدا أن اندماج جماعة بنكيران في حزب الدكتور الخطيب تم تحت إشراف صالح أبو رقيق، القيادي في التنظيم الدولي وبراء الدين الأميري، القيادي في إخوان سوريا، والذي يعتبر والده بهاء الدين الأميري من أساتذة بنكيران وإخوانه، وقد كان مقيما في المغرب. واتضح ارتباط البيجيدي بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بعد عزل محمد مرسي، حيث قام محمد يتيم، نائب رئيس مجلس النواب وزعيم الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية، بجمع توقيعات البرلمانيين المغاربة على عريضة أعدت من طرف مجموعة من الإخوان المسلمين، تروم الحصول على ألف توقيع من أعضاء برلمانات دول إسلامية وغربية قبل إحالتها على مؤسسات ومنظمات دولية، حكومية وغير حكومية، ضمنها منظمة الأممالمتحدة، و"مطالبتها بتحمل مسؤوليتها إزاء ما يجري في مصر". العريضة التي تحمل اسم "ضد الانقلاب في مصر"، التي تدخل في إطار حملة "برلمانيون ضد الانقلاب"، كما أسماها مدبجوها، تشرف عليها لجنة تنسيق تضم في عضويتها البرلماني التركي أمر الله إيشلر، والكويتي ناصر الصانع، واللبناني عماد الحوت، إضافة إلى محمد يتيم. المعروف عن حزب العدالة والتنمية أنه جزء لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين العالمية، وفرع لها بالمغرب، وهم بذلك كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما يقع اليوم مع إخوان مرسي بمصر. فمهما حاول الحزب الحاكم التبرؤ من انتمائه للتنظيم الدولي فإن محاولاته ستبوء بالفشل. لأن التاريخ لا ينسى. التاريخ لا ينسى أن الجماعة الأم هي من أطرت الإخوان في المغرب منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي دون الحديث عن العلاقة الوطيدة بين الدكتور الخطيب والجماعة، فقد استقدم توفيق الشاوي وجعله مدير ديوانه لما أصبح رئيسا لمجلس النواب، ولم يكن توفيق حينها سوى المنسق للتنظيم الدولي حينها وهذا أكده في كتابه خمسون سنة من العمل الإسلامي. العلاقة ثابتة ولا يمكن إنكارها والوقائع شاهدة على ذلك.