قبل أن تضع قدميك في الشقة التي اقتنيتها من الضحى، وتلاعبت بك إدارتها لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، قضيتها تؤدي أقساط البنك وثمن كراء المنزل حيث تقطن، وقضيتها بين "سير وآجي" إلى مكاتب الضحى، تمارس عليك إمبراطورية الضحى أكبر عملية ابتزاز ونصب واحتيال عقاري. أنت مجبر على توقيع مجموعة أوراق تسمى عقد التسليم. أوراق كثيرة مكتوبة بخط رقيق. وضع فيها أنس الصفريوي ما يريد لذبح الفقراء. لا يمكن لك قراءتها وإذا أردت أن تقرأها فخصص من وقتك يومين متكاملين بدون انقطاع. أوراق الصفريوي أو السكين التي يذبح بها الزبون الفقير رغم كثرة الكلام الذي بداخلها لها خلاصة واحدة وهي أهم شيء. أشهد أنا الموقع أسفله أني عاينت الشقة وأنها وفق المعايير المتفق عليها، ولا توجد بها عيوب وأنها مجهزة بالكامل، وبالتالي إني أتحمل مسؤوليتي الكاملة. لكن المفاجأة الكبيرة لما توقع على تلك الوثيقة. ليس أمامك من خيار. فأنت بين البنك الذي يقتطع "التريتة" وبين "مول لكرا" والصفريوي. فتختار أن توقع وأمرك لله. تتسلم المفاتيح بفرح نادر لأنك لأول مرة تسكن في شقة هي ملكك أو شبه ذلك، المهم ستعفيك من أداء واجبات الكراء التي تذهب أدراج الرياح. أما الشقة سواء أديت ثمنها "كاش" أو بالكريدي فهي بالنتيجة لك. هذا الفرح ينقلب مباشرة بعد دخول الشقة، التي فرض عليك الصفريوي أن توقع على وثائق تسليمها. الشقة الجيدة المكتملة البناء الصالحة للسكن الموافقة للمعايير موجودة في أوراق الصفريوي. أما الشقة الحقيقية فهي عبارة عن "خربة" يسلمك إياها لتبدأ رحلة عذاب من جديد. تبدأ رحلة إصلاحات لا تنتهي. وليس مبالغة أن نقول إنها لا تنتهي. بناء مغشوش. مشاكل لا حصر لها في شبكة الماء والكهرباء. آخر ما يمكن أن تصرف على شقة الصفريوي هو ربع قيمتها ورغم ذلك لا تنتهي المشاكل. أسطح مهترئة كأنها تعود للحرب البونيقية رغم أن مبنية حديثا. أسطح يتسرب منها ماء المطر. وهذا شيء مفزع يهدد حياة السكان. لأن الماء يتسرب مع الجدران وتسبب في أحيان كثيرة في شقوق خطيرة بجدران بعض العمارات. أعطاب كثيرة تخص قنوات الماء الصالح للشرب. وهي أعطاب تؤرق الساكنة. فكم من صاحب شقة ضاع منه أثاث منزله لما كان غائبا. تنفجر "قواديس" الصفريوي على حين غفلة من أصحاب الشقق. فتخرب الأثاث كاملا. ولا يقف المشكل عند هذا الحد. فإن الماء ونظرا لأن البناء مغشوش يتسرب إلى الجيران في الطابق الأسفل. ويخرب بيتهم. ويدمر الكهرباء والصباغة وكل شيء. أعطاب خطيرة في قنوات الصرف الصحي. يؤدي إلى اختناقات متكررة وروائح تزكم الأنوف وتهدد الصحة. المفاجأة المرة هي عندما يكون شخص اقتنى شقة ليسكن فيها بعد رحلة تعب بالخارج. يأتي بما استطاع من أثاث. ظانا أنه يحتاج إلى مجرد "كوش" من الصباغة ويسكن في داره. يدخلها فيجد الجدران قد تآكلت ولون الصباغة أضحى أسود فيضطر للسكن رفقة عائلته أو يكتري لتبدأ رحلة مكوكية بين مكاتب الضحى ليقول له الموظف المكلف أنصحك ألا تذهب للمحكمة "راك ما غادي تصور والو مول الضحى يدو طويلة في المحاكم".