لم نكن لنهتم بوائل قنديل، الصحفي المصري الملحق حاليا لدى إعلام الشيخة موزة، لولا وجود من يهتم به في المغرب. صحف ومواقع تطبل لمقالاته وتعيد نشرها. ليس هذا فقط بل تهلل لها وكأنها فتح مبين في عالم الكتابة الصحفية. فلو كان وائل قنديل ينتقد نظام عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، لما همنا شيء منه، وفي مصر من يرد عليه، لكن وائل قنديل جزء من جوقة "الربيع العربي" الذي تقوده قطر وتركيا وينفذه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وائل قنديل اليوم هو رئيس تحرير العربي الجديد. مبروك عليه الشغل الجديد القديم. كان رئيس تحرير الموقع الذي يحمل الاسم نفسه الذي تم إطلاقه منذ أشهر. أول زاوية كتبها في المولود الجديد تحت عنوان "التنظيم الدولي للثورة المضادة". في العنوان إحالة على "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين". المتهم باعتباره الأداة التنفيذية لمشروع "الربيع العربي"، الذي خرب بلدانا ويسير نحو تخريب أخرى. قنديل يغير ألوانه مع الفصول. فهو ناصري يوم كانت هذه الصفة تمنحه المكانة الاجتماعية، التي تعود عليه بالربح الكبير، قبل أن يدس رأسه في صحيفة خليجية حتى تم نسيانه. لو قالت قطر السيسي رجل جيد لقال وائل قنديل "لا إنه أفضل الناس"، لكن مادامت بوصلة قطر متجهة نحو الإخوان المسلمين فإن وائل سيكتب دفاعا عن الإخوان. من مكاتب عزمي بشارة ببيروت يقوم وائل قنديل بمهمة مزدوجة. فهو رئيس تحرير مطبوعة رصدت لها قطر "مال قارون". وثانيا أصبح مكلفا باستقطاب جزء من الوجوه المصرية، وخاصة المحسوبين على التيار القومي والناصري، قصد كتابات مؤدى عنها بالدولار أو حتى حوارات لها ثمن. المدخل القطري لاستقطاب الساسة والمثقفين والمفكرين هو المال. عن طريق وائل قنديل سيتم استقطاب مثقفين وكتاب وجامعيين للانخراط في المشروع القطري. أي سيتم تصفية المشروع الثقافي العربي لصالح مشروع "الربيع العربي" التخريبي. فعندما يكتب وائل قنديل عن التنظيم الدولي للثورة المضادة، فهو لا يقصد ما حدث في مصر ليلة 30 يونيو، إذ وصف هذه اللحظة بالصفقة، ولأول مرة نكتشف أن صفقة يخرج فيها نحو ثلاثين مليون مواطن مطالبين بالتغيير، ولكنه يقصد الاتجاه الموجود في العالم العربي والرافض للربيع العربي مشرقا ومغربا، لأنه مجرد مؤامرة كما وصفها الكاتب الصحفي الفرنسي تيري ميسان من خلال وثائق حصل عليها. وائل قنديل صحفي مصري، لكنه موظف قطري مكلف بخراب مصر. والعجب كل العجب أن بعض الصحفيين ينعتون عزمي بشارة بالمفكر العربي. الرجل مجرد صناعة إعلامية تم توفيرها لهذا الزمن. فبعد خروجه من إسرائيل لم يلجأ للمقاومة، إنما ارتمى في أحضان الدولة التي تآمرت على الفلسطيني. عزمي هو شيخ وائل قنديل اليوم. وهو الذي يصرف له مخصصات مغرية جدا. وائل قنديل تعلم كثيرا من المشروع القطري. فلا بأس من الدفاع عن المقاومة تمهيدا لدخول العدو إلى بيتنا. ولا بأس من الدفاع عن حزب الله تمهيدا للمشروع الطائفي الذي خرج من أروقة المخابرات العالمية وانطلق من الدوحة. قد يمدح وائل قنديل المغرب تمهيدا للهجوم عليه. وائل قنديل: الله يكثر خيرك. حجارك يشدوك.