يسرد كرام لحسن، العضو السابق في حزب العدالة والتنمية وأحد نشطائه بالداراليبضاء، في كتابه "الذئاب الملتحية.. الخديعة الكبرى"، ما أسماه سيرة ذاتية ومراجعة فكرية لمستقيل من العدالة والتنمية، وبدل أن يتقدم الكاتب بإهداء إلى بعض الأشخاص اختار أن يعتذر للشعب المغربي لأنه كان آلة من الآلات التي سوقت لوهم يسمى قانونا حزب العدالة والتنمية، ويعتذر لما يعتقد أنه إساءة للجميع، بل يعتذر لنفسه لأنه سرقت منه باسم الخطاب المقدس. ويحكي كرام بداية التحاقه بحزب العدالة والتنمية، حيث تعرف على بعض "الإخوان"، وبعد أن كان يستمع للأغاني الغربية علمه الإخوان الاستماع ل"أبو راتب" وأبوالجود وأبو دجانه، وهم من منشدي الجناح المسلح للإخوان المسلمين بسوريا، الذي أسسه مروان حديد سبعينيات القرن الماضي تحت اسم "الطليعة المقاتلة"، وبعد أن كان يشاهد أفلام هوليود أصبح مدمنا على مشاهدة نور الشريف في دور عمر بن عبد العزيز. ويقول الكاتب إن أول من أطره على فكر العدالة والتنمية هو سليمان العمراني، نائب الأمين العام حاليا، الذي انتدبته قيادة الحزب للإشراف على الحملة الانتخابية في التشريعيات الجزئية. ويروي ابن الحزب الذي انتمى لاحقا إلى حركة التوحيد والإصلاح عن الفروقات بين أعضاء الحزب، بين من يناضل مبدئيا ويضحي بماله ونفسه من أجل الحزب، حتى أن واحدا منهم نسي دقيق الخبز في سيارته، بينما يعيش آخرون عيش الأباطرة المترفين وكل ذلك على حساب الحزب. وتحدث كرام كثيرا عن الطريقة التي يتم بها تحويل الشباب المنتج، إلى شباب يمارس الدعاية والإيديولوجية للحزب، بينما ينسى مساره المهني والعلمي إن لم يكن سيقدم خدمات للإخوان، حيث أنه كان متقدما في دراسة تقنيات المعلوميات، وكان يمارس هذه المهنة خارج أوقات العمل ويربح منها الكثير لكن بعد دخوله الحزب فقد كل شيء.