قبل سنتين أصدرت الشبيبة الإسلامية ردا على بنكيران بعد كثرة ادعائه الانتماء إلى الشبيبة الإسلامية، وجاء البيان قاسيا حيث وصف بنكيران وإخوانه بالغلمان، لما تحمله هذه العبارة من مدلولات قدحية، وكان تعليق العارفين بخبايا التيار الإسلامي المغربي هو أن مطيع وجماعته هم أهم من يعرف هؤلاء لأنهم تربوا تحت أعينهم يوم كانوا تلاميذ كان الآخرون شيوخ ومنظرون للحركة الإسلامية وبالتالي هي شهادة ذات أهمية كبيرة. أي شهادة رب الدار على أبنائه وهل نكذب في اجتماعنا الدارج أبا قدم شهادة ضد ابنه وحتى في القضاء لها حجة قوية ولا تقبل شهادة الابن في الأب بل تعتبر عقوقا. واليوم نستمع إلى شهادة جديدة ذكرت أنه "هل يعقل أن يعلق الإخوة المعتقلون أي أمل على حزب العدالة والتنمية وهو يسعى جاهدا لإخلاء الساحة المغربية من أي منافس أو مشارك أو صادق الدعوة سليم التصور والعقيدة والولاء". فإذا كان حزب العدالة والتنمية بشهادة الأب والمؤسس والراعي لا يقبل الآخر الإسلامي الذي يقتسم معه الأبوة الإيديولوجية فهل يمكن أن يقبل المختلف معه إديولوجيا وسياسيا؟
إن شهادة عبد الكريم مطيع في حق بنكيران والتي تحذر منه هي شبيهة بشهادة والد مؤسس الوهابية التي يتبناها حزب العدالة والتنمية في حق ولده الذي وصفه بأنه متنطع وأنه لن يأتي من ورائه إلا الدمار الذي نشاهده اليوم، ولو صدقوا الوالد في ذلك الحين في شهادته التي يرويها ابنه الآخر سليمان بن عبد الوهاب في كتابه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" لما وصل المسلمون إلى ما وصلوا إليه من دمار وخراب يتم باسم الدين. ولا بد من تصديق شهادة الوالد مطيع حتى لا نصل في المستقبل إلى الاستغلال البشع للدين والتي لا يقبلها.
وقال البيان إن "حزب العدالة والتنمية هو المسؤول في الإيقاع بالسلفيين الصادقين ومكر بهم وما يزال يظن أن الخروج من السجن هو إضرار بمصالح الحزب، لم يصل إلى قمة الخدمة المخزنية إلا بإخراج الصادقين منها".
فها هو شاهد من وسط الدار بل باني الدار ومؤسسها يقول إن حزب العدالة والتنمية تدرب على المكر والخديعة، فرغم أنه حزب سلفي ورغم التقائه بالسلفية في معتقداتها إلا أنه قادر على الدوس عليهم من أجل مصلحته، ومن كان بإخوانه ماكرا حيث قال البيان إن الذين "يستنجدون بمن مكر بهم ويظنون به خيرا"، فهو بغيرهم أمكر وبشكل شرس وعدواني.
فبنكيران ابن الشبيبة بشكل أو بآخر وكان إلى وقت متأخر خادما لمشروع عبد الكريم مطيع حتى وهو يعلن الانفصال عن الشبيبة الإسلامية، بل إن مطيع عمل المستحيل تهديدا ووعيدا من أجل ان يتولى بنكيران القيادة البديلة عوضا عن المرحوم الحاج علال العمراني، ولم يفترقا إلا بعد حين من تأسيس الجماعة الإسلامية، وظل الخيط الرابط بينهما موصولا، وبالتالي فإن مطيع يعرف بنكيران جيدا كما تعرفه الناقة فصيلها.
والإشارات تُغْني اللبيب عن العبارات. وما قاله مطيع مجرد إشارات ولو نطق لاحترق بنكيران وحزبه.