عبد الإله بنكيران قبل أن يصبح زعيما سياسيا ورئيسا للحكومة كان داعية يلقي الدورس الدينية، وبالتالي فهو يعرف جيدا مصير من يخلف وعده، غير أننا لسنا معنيين بعلاقة كل واحد بربه لكن علاقته بنا هي من صميم عملنا حيث نراقب شغل الحكومة ودورها، وقد اكتشفنا ان بنكيران قد أخلف جميع وعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، التي أوصلته إلى الرتبة الأولى ومن ثمة رئاسة الحكومة. بنكيران الذي كان يقرأ الإجراءات التي تضمنها برنامجه الانتخابي، كان رفقته مصطفى الخلفي الذي أشرف على إعداد البرنامج، كان يعد الناخبين بالعديد من الإجراءات، التي لو تم تنفيذ نصفها لتحققت الجنة فوق الأرض، وبدل أن يجد المواطن المفاجأة السارة التي قال بها بنكيران وجد أمامه جهنم الحمراء ووجد النيران مشتعلة في كل مكان. جهنم في عالم الناسوت هي الأسعار الملتهبة وهي النيران المتقدة في المحروقات، وكي يختمها بنكيران فقد قال إنه يتم تحرير الغازوال. كما أنه بنكيران "داير عين ميكة" على أرباب المخابز. وربما سيتم تحرير الخبز أيضا. لنتفحص جيدا ماذا يعني تحرير الغازوال؟ وما هي تأثيراته على المستوى الاجتماعي؟ وما هي آثاره على مستوى معيشة المواطن المغربي؟ وإلى أي حد ما زال بنكيران متماديا في غيه عندما قال إن الزيادة في أسعار المحروقات ستكون من صالح الفقراء؟ فتحرير أسعار الغازوال معناه أن يصبح خاضعا للسوق الدولية وتقلباتها وألا يبقى للدولة أي دخل في الموضوع، وبهذا يمكن لأسعار الغازوال أن تتضاعف بشكل كبير وبأثمنة لا تخطر على بال المواطن. فعندما ترتفع أسعار الغازوال فحتما سترتفع أسعار جميع المواد الاستهلاكية، سترتفع أثمنة الإسمنت والحديد والخصر والفواكه والسردين وكل أنواع الأسماك وسترتفع أثمنة اللحوم الحمراء والبيضاء وسترتفع أثمنة الأدوية وسيرتفع ثمن الدقيق كما ثمن القمح والسكر والزيت. في السابق قال بنكيران إنه ليس مسؤولا عن المواطن الذي يريد أن يستعمل سيارة خاصة، وكأن استعمال السيارة الخاصة امتياز وليس حاجة في الحياة اليوم التي أصبحت مضغوطة جدا، وقد يقبل المواطن تبريره بأن الزيادة في البنزين لا تهم الفئات الشعبية لأن أغلب استعمالات البنزين تهم السيارات الشخصية والممتازة. لكن أي تبرير سيقدم بنكيران لإقناعنا بتحرير أسعار الغازوال؟ الغازوال يستعمله أرباب شاحنات النقل وأرباب الحافلات وسيارات النقل وكل وسائل تنقل المواطنين العادية باستثناء القطار والترامواي، وبالتالي له تأثير مباشر على حياة المواطنين وعلى الفئات الفقيرة أساسا حيث سننتظر موجة من الغلاء الفاحش التي لم يعرفها المغرب في أي عهد من عهوده خصوصا مع إغلاق باب الحوار الاجتماعي وتجميد الأجور والزيادة في الاقتطاعات. يبدو أن بنكيران يعد المواطن المغربي الفقر والجوع. وسبق ان تحدثنا في وقت سابق عن عام بنكيران الذي سيصبح في الأنتروبولجية الاجتماعية مرادفا لعام القملة وعام الجوع أو عام البون وعام بوهيوف.