انتقل ربيع الانقلاب على الإسلاميين من مصر إلى المغرب العربي، وزحف على ليبيا وتونس، حيث خرج الملايين من المواطنين يطالبون بإنهاء حكم الإسلاميين، وأشعلوا النيران في مقرات أحزابهم، مما ينذر بتكرار المشهد المصري في هذه الدول التي فقد فيها الإسلاميون مقود التحكم في غضب الشعب وإصراره على رحيلهم. ففي تونس خرج آلاف إلى الشوارع، ورددوا شعارات من قبيل "فليسقط حكم الإخوان المسلمين". وهتافات ضد حركة النهضة التابعة للتنظيم الدولي للإخوان، وزعيمها راشد الغنوشي، واقتحم المتظاهرون في عدد من الولايات مقرات حزب النهضة حيث أفادت مصادر رسمية تونسية أن قتيلا على الأقل سقط ليلة الجمعة خلال مواجهات بمدينة قفصةالتونسية . وكانت مسيرة شارك فيها آلاف المتظاهرين قد انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة وجابت شوارع المدينة قبل أن تتوقف أمام مقر الولاية، كان خلالها المتظاهرون ينددون باغتيال المعارض السياسي محمد البراهمي، وينادون "بإسقاط النظام". وفي ليبيا، خرجت مسيرات حاشدة احتجاجاً على سلسلة من الاغتيالات متهمين حزب « العدالة والبناء »، التابع للتنظيم الدولي، بالتورط في الاغتيالات. وأغلق المتظاهرون شارع عمر المختار وأشعلوا النيران في مكاتب الجماعة وعدد من مقرات حزب « العدالة والبناء »؛ احتجاجاً على عمليات الاغتيال، وطالبوا بحل الميليشيات. وهاجم متظاهرون في ليبيا مكاتب تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة بنغازي احتجاجا على اغتيال الناشط السياسي البارز عبد السلام المسماري. وحمّل المئات من المحتجين الجماعة المسؤولية عن حادث الاغتيال الذي وقع الجمعة في بنغازي. كما هاجم متظاهرون مكاتب حزب العدالة والبناء، الذي يدعم جماعة الإخوان المسلمين، بالعاصمة الليبية طرابلس. وقد توفي المحامي والناشط السياسي بعد إصابته في القلب إثر إطلاق النار عليه أثناء خروجه من مسجد في بنغازي. وكان المسماري قد عُرف بتصريحاته المعارضة لوجود مليشيات مسلحة في الشوارع الليبية، ومعارضته توجهات الإخوان المسلمين. ويعد المسماري من المنظمين الأوائل لاحتجاجات عام 2011 في بنغازي ضد حكم معمر القذافي. وأعقب اغتيال المسماري قيام مسلحين بإطلاق النار على العقيد في الجيش خطاب يونس الزاوي أثناء قيادته سيارته قرب بلدة أوجله قرب مدينة الواحات في الجنوب الليبي، مما أدى إلى انقلاب سيارته ووفاته في الحال. كما اغتال مسلحون سالم السراح المقدم في سلاح الجو الليبي بعد خروجه من مسجد "التوبة" في حي الليثي ببنغازي. ويقول مسؤولون في بنغازي إن نحو 57 شخصا قتلوا في عمليات اغتيال في المدينة منذ نهاية العمليات المسلحة وإسقاط نظام القذافي. ومعظم الضحايا هم ضباط شرطة متقاعدون أو مستمرون في الخدمة أو شخصيات عسكرية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتيالهم. ومن جهته أعلن رئيس الحكومة المؤقتة الليبية علي زيدان عن تعديل وشيك سيتم بموجبه تقليص عدد الحقائب الوزارية مبرزا أن هذا القرار اتخذ "لمواجهة الوضع الطارئ الذي نعيشه وتهييء مرونة وسرعة حركة للحكومة في اتخاذ قرارات والتنسيق المكثف بين الوزارات".