بنكيران يفقد شرعيته يخلط بنكيران بين الشرعية الانتخابية والشرعية الديمقراطية، والفرق بينهما شاسع، فالأولى لا حامي ولا ضامن لها ويمكن أن تخرج لك شخصا منتخبا لكن لا يختلف عن هتلر، والثانية تحميها مؤسسات الدولة حتى ممن جاءت بهم الشرعية الانتخابية إذا فقدوا شرعيتهم الكاملة، ولا تنفع الشرعية الانتخابية إذا فقد الحزب الحاكم شرعيته الديمقراطية، ولا شرعية ديمقراطية دون الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للبلد أو خدمة أجندات مناقضة للتوجهات العامة للدولة، أو الإخلال بالتوازن السياسي وتغييب المنطق التشاركي ومحاولة قتل المعارضة. وكنا في وقت سابق قد تحدثنا عن فقدان بنكيران لجزء من شرعيته بعد أن أخل بمبدإ التشاركية في صياغة القرارات، ولم يحفظ للمعارضة حقها الذي ضمنه لها الدستور وبوأها مكانة أولى من بين بنوده، ولم يحقق واحد على مائة من برنامجه الذي تضمن 1500 إجراء، بما يعني أنه باع الوهم للناخبين، ولم يلتزم بميثاق الأغلبية، ورفع ثمن المحروقات في أيامه الأولى من الحكومة وتحرش كثيرا بصندوق المقاصة ووعد الفقراء بمخصصات مالية وتراجع عن الأمر وغيرها. أما اليوم؛ فإن بنكيران ومعه حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح ومنظمة التجديد الطلابي والإعلام الحزبي أصبحوا يهددون المصالح الاسترايجية للمغرب وبذلك يكون الزعيم الإسلامي قد دخل مرحلة جديدة من فقدان الشرعية. لقد خرج أبناء العدالة والتنمية ومنهم عراب الحزب نحو التنظيمات الإرهابية والذي دخل سوريا تحت غطاء المخابرات التركية وجبهة النصرة، لينضموا لجوقة المطالبين بعودة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي ضدا على ملايين الشعب المصري التي خرجت مطالبة برحيله، ولنسلم أنه لهم الحق في التضامن مع مرسي لكن هل لهم الحق في تهديد مصالح المغرب. لقد خرج أبناء الحزب ورفعوا شعارات ضد شخصيات لها وزنها الدولي، كما رفعوا شعارات ضد دول ترتبط مع المغرب بعلاقات استراتيجية، علاقات اقتصادية وتضخ استثمارات كبيرة في المغرب وتعتبر من شركاء المغرب الأساسيين في مجال الاستثمار. وتعتبر هذه الدول من المساندين الأساسيين للمغرب سياسيا ولعبوا ويلعبون أدوارا مهمة في الدفاع عن القضية المغربية الأولى أي قضية الصحراء، وهي قضية من خدم مشروعا ضدها يدخل في حكم الخائن للبلد. بينما الدولة التي يدافع عنها إخوان بنكيران والراعية لحكم الإخوان المسلمين فهي لا تضح مالا سياديا في الاستثمارات وهي التي كانت متأهبة للتصفيق لقرار توسيع صلاحيات المينورسو بالصحراء، وهو مشروع خطير كان يهدد سيادة المغرب. فمن موقع الدفاع عن مرسي ومن يرعاه ورفع شعارات دنيئة ضد دول ترتبط بعلاقات استراتيجية مع المغرب من طرف الحزب الذي يتولى تسيير الحكومة يكون بنكيران قد فقد شرعيته مادام قد دخل في تناقض مع الدولة وعلاقاتها الاستراتيجية، وبالتالي يكون قد بدأ في تهديد الأمن الاستراتيجي للمغرب. لقد دخل بنكيران مرحلة خدمة أهداف "الإخوان" وهي مرحلة تنزع عنه الشرعية.