ذات يوم من سنوات التسعينيات من القرن الماضي، كان الملك الراحل الحسن الثاني قد قرر إشراك المعارضة في الحكم، غير أنها اشترطت من بين الوزارات الخارجية، فقال الملك الراحل في كلمة متلفزة "الجماعة أرادوا وزراة الخارجية وبالأمس كانوا في الشارع يسبون الدول الصديقة ويحرقون أعلامها"، تذكرنا هذا الموقف ونحن نشاهد زمرة من العدالة والتنمية خرجت للتضامن مع الرئيس المعزول، الذي فقد شرعيته بعد أن نزلت الملايين إلى الشوارع وبعد أن حرض على العنف، ولم يكن خروج أولاد الحزب الحاكم مبدئيا ولكن فقط لأن محمد مرسي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر العدالة والتنمية جزءا منها وقد حضر مسؤول التنظيم الدولي للإخوان صالح أبو رقيق إدماج مجموعة بنكيران في حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية للدكتور الخطيب. حزب العدالة والتنمية عاش اضطرابا خطيرا فيما يتعلق بعزل مرسي، فمن جهة أصدر وزير الخارجية والتعاون ورئيس المجلس الوطني للحزب بيانا يعترف فيه بالخطوة التي أقدم عليها الجيش، وخرج عبد الله باها كاتم سر بنكيران ليهاجم الإخوان ويعتبرهم طائفيين ليستدرك مساء ويعلن رفضه للانقلاب العسكري كما سماه، ولم يجف المداد حتى انتقده محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، التي أصدرت بيانا ضد ما أسمته جهلا بالانقلاب على الشرعية. وكي تخرج الحركة والحزب من هذه الورطة نظمت منظمة التجديد الطلابي فرع الرباط وقفة تضامنية مع مرسي، كان واضحا فيها وجود أحد أبناء الحزب المعروف بدعمه للمنظمات المسلحة وسبق للنهار المغربية أن نشرت صوره مع مقاتلي جبهة النصرة بسوريا، خارجا ليزعق رافعا شعارات بئيسة من قبيل "البرادعي يا حقير عاقت بيك الجماهير"، وسبق للهلالي الرجل الثالث في التوحيد أن رفع وفي المكان نفسه نصر الله يا حقير، ورفع شعارات: "لا لهيمنة ال سعود الشرعية ستعود"، و"ال سعود والإمارات باركا من المؤامرات"، و"السيسي والعسكر الشرعية خط احمر". ما ذا سيكون موقف الإخوان في العدالة والتنمية إذا ما أصبح البرادعي رئيسا لمصر؟ وماذا ستقول وزارة الخارجية للنظامين السعودي والإماراتي اللذين تربطهما علاقات استراتيجية مع المغرب؟ إن الوقفة التي نظمها فرع الرباط للتجديد الطلابي الجمعة الماضي لم يتجاوز الحاضرون فيها 30 شخصا وفي تطوان 10 أشخاص، لكن مع ذلك تبين بوضوح مدى التزام إخوان بنكيران بدعمهم للتنظيم الدولي للإخوان ضدا على المصالح العليا للوطن، ويرون أن انهيار نظام مرسي هو نهاية لأسطورة الحلول التي زعموا أنهم يحملونها للشعوب