أفادت مصادر قضائية أن بوشتى الشارف المعتقل في سجن سلا أجريت له خبرة طبية، كذبت بشكل مطلق تعرضه لأي شكل من أشكال التعذيب، كما زعم في شريط نشره على موقع يوتوب قبل أسابيع، وقالت المصادر إن الشارف موجود حاليا في سجن سلا، حيث يمكن لعائلته أن تزوره بشكل عادي، مشددة على أن الشارف لم يتم في أي وقت من الأوقات اختطافه كما تدعي زوجته، كما أنه لم يكن مشاركا في تمرد معتقلي السلفية الجهادية وبالتالي لم يطله إجراء الترحيل. وحسب المصادر ذاتها فإن بوشتى الشارف تم عرضه على ثلاثة أطباء قصد إجراء الخبرة الطبية التي أمرت بها النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وقد أشرف على الخبرة المذكورة كل من البروفيسور عبد اللطيف بنشقرون بلعباسي رئيس مصلحة المستعجلات الجراحية بالمستشفى الجامعي بن سينا والبروفيسور عبد الله بلهاشمي الاختصاصي في الجراحة الباطنية والدكتور عماد زيوزيو طبيب داخلي كان مكلفا بالحراسة لحظة عرض الشارف على الخبرة الطبية، وقد تم إدخال الشارف إلى مصلحة التشخيص رفقة الأطباء الثلاثة دون حضور أي شخص أجنبي عن الأطباء الثلاثة والمعتقل المذكور. وأكدت الخبرة التي وقع عليها الأطباء الثلاثة أنه لا يوجد آثار للتعذيب مورست على بوشتى الشارف ،بل فقط آثار بواسير عادية وأما ما يتعلق بقضيبه الذي يدعي أنه لم يعد صالحا للممارسة الجنسية فقد أكد الأطباء للشارف أن القضية ناتجة عن اختلالات نفسية التي ربما هي خلاصة اعتقاله في سوريا وفي المغرب، وعبر الأطباء عن استعدادهم لتقديم العلاجات اللازمة بهذا الخصوص. إلى ذلك عبرت أوساط بوزارة الداخلية عن تدمرها من الطريقة التي يتم بها تسريب بعض الأخبار، مثل خبر بوشتى الشارف دون التوفر على المعطيات الكافية، واعتبرت تمرير مثل هذه الأخبار المتعلقة بأمور حساسة قد يمس بمصداقيتها، فالمفروض في مسؤولي الوزارة التريث، وعدم إطلاق الكلام على عواهنه حتى لا تخلق هذه الأخبار نوعا من البلبلة. وكان محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، قد التقى بوشتى الشارف وتحدث معه حول ما ورد في الأشرطة التي بثها على الموقع الاجتماعي يوتوب وتلقفتها العديد من المواقع الإلكترونية، والتي يتهم فيها المخابرات المغربية بممارسة تعذيب وحشي عليه وتحدث أيضا عن رفضه الحديث إلى نائب وكيل الملك الذي انتقل إلى السجن للاستماع إليه، ورفض أيضا إجراء الخبرة الطبية لتحديد صحة مزاعم تعرضه للتعذيب عن طريق "القرعة". وقد فاجأ الصبار بوشتى الشارف عندما ذكره بأنه كان محاميه أثناء مراحل التقاضي، وأنه سبق أن طرح عليه أسئلة من قبيل هل تعرضت للتعذيب، وذكره الصبار أن جوابه كان مخالفا لما بثه في الأشرطة المذكورة، حيث سبق أن قال له يوم كان محاميه أنه تعرض لتعذيب شديد بسوريا، وأن ألف مخابرات مغربية ولا مخابرات سوريا، وأن مخابرات المغرب فيهم الرحمة أما السوريين فلا رحمة ولا شفقة على حد قوله ولم يسجل محامي الشارف السابق أن قال له أنه تم تعذيبه ولم يجد الشارف ما يدافع به عن نفسه أمام هذه الحجة التي أفحمه بها الصبار. وكان بيان للوكيل العام للملك ذكر أن النيابة العامة بادرت إلى تكليف الضابطة القضائية بسلا للاستماع إلى الشارف لشرح ظروف التعذيب التي سردها عبر موقع يوتوب، وأضاف البيان أن السجين المذكور أصر على الامتناع ورفض خضوعه لخبرة طبية. وفي سياق متصل سبق لأحد معتقلي السلفية الجهادية أن فجر قنبلة في وجه رفيقه بوشتى الشارف، ونفى المعتقل المذكور، في رسالة ل"النهار المغربية" كل ما جاء في الشريط الذي تم تصويره ونشره على موقع يوتوب الاجتماعي، وقال إن ما حكاه الشارف مجرد قصة حيث كان شاهدا على مجموعة من تفاصيل حياته في المغرب وفي سوريا، وحتى لحظة تسليمه من قبل الأمن السوري إلى نظيره المغربي. وأوضح المعتقل المذكور "أن ما سرده الشارف هو مجرد إدعاءات مغرضة وما هي في النهاية إلا إخراج مسرحي من صميم تهيئاته وتخيلاته لتغليط الرأي العام" وأشار إلى أن محاولات الشارف نفي انخراطه في مخطط إرهابي دولي ما هو إلا وسيلة للتهرب من التهم الموجهة إليه، موضحا أن الشارف ضليع في الأعمال الإرهابية، وقال إنه من الشاهدين على ذلك بحكم كونه من المتطوعين المغاربة ل"الجهاد" في العراق.