استغرب مهتمون بقضايا الحركات الإسلامية أن يتحدث عصام العريان، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس كتلته النيابية، عن الدور المغربي في حماية المقدسات بفلسطين، باعتباره كان في كل الأوقات مستعدا للتخلي عن فكرة الدفاع الإخواني عن فلسطين. وحسب مصادر متطابقة فإن عصام العريان هو من قاد ما يسمى لقاءات "التمكين" لجماعة الإخوان المسلمين في السلطة في مصر وبعض البلدان العربية، التي أصبحت تسمى بلدان الربيع العربي، وهو الذي قاد اللقاءات السرية بين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وبين المخابرات الأمريكية من أجل تقديم الدعم والضمانات لتولي السلطة في العديد من الدول، وقدموا أنفسهم على أنهم البديل للأنظمة القائمة. وكان عصام العريان قد دخل رفقة مجموعة من القيادات الإخوانية في حوارات مع الأمريكان، ومن أجل تقديم صورة عن الحمائم الإخوانية لم يمانع في التطبيع مع إسرائيل، وكشفت مصادر إخوانية عن وقوف العريان وراء عبارات المديح التي أطرى بها محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس حيث وصفه بالصديق الوفي، رغم حالة العداء التي ظلت مستحكمة بين الطرفين وقبل وصوله إلى السلطة كان يصفهم بأحفاد القردة والخنازير. ومعروف عن عصام العريان أنه كان يفتخر، زمن مبارك، بعلاقاته مع الأمريكيين، وعبر في أكثر من مناسبة عن استعداده لتقديم تنازلات مهما كانت، فهو محسوب على أصدقاء أمريكا والحمائم المستعدة للتنازل في أي لحظة. ولهذه الاعتبارات استغرب المتتبعون أن يصدر كلام تبخيسي من طرف العريان عن دور لجنة القدس مع وجود فلسطينيين يعترفون بالدور المغربي. ومع وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة بمصر عن طريق حزبها الحرية والعدالة انتهت أسطورة تبني القضية الفلسطينية، حيث قام مرسي بما لم يقم به حسني مبارك، إذ أقدم على دك الأنفاق التي تعتبر شريان الحياة بالنسبة لغزة، وختمها بالرسالة الشهيرة إلى شيمون بيريس التي تمنى فيها الرفاه للإسرائليين وسمى نفسه الصديق الوفي لبيريس. إلى ذلك، سكت الإخوان في العدالة والتنمية عن خرجة عصام العريان، لأن الحزب الإسلامي ينتمي للتيار "العرياني" داخل تنظيم الإخوان المسلمون.