خبر عاجل: حصريا وعلى قناة «الجزيرة»، ستشاهدون قريبا توقيع اتفاقية مصرية قطرية مع ريال مدريد لحماية التراث الإسلامي في القدس! والخبر، الذي تقرأونه ليس من بنات الخيال، بل هو النهاية المنطقية لمواقف الإخوان المسلمين من لجنة القدس، في تحالف غير خاف مع قطر. والحكاية هي التالي: صرح عصام العريان بأن لجنة القدس لا تقوم بعملها، بل دقق في القول إنها «لم تقدم شيئا للقضية الفسطينية بالرغم من رئاسة ملك المغرب». والبديل ياسيادة رئيس الفريق البرلماني للإخوان المسلمين في مصر؟ البديل، الذي لم يقله، هو أن تكون اللجنة القطرية لدعم القدس هي التي تليق بالمرحلة. وبالتالي أن تدخل قطر، ورئيس ديبلوماسيتها في المشهد، وتتولى حماية القدس، وخدمة القضية الفلسطينية. وبما أن قطر، قد اكتسبت شهرة كبيرة في الليغا، فسيكون من المفيد أن تستفيد من خبرة ميسي» في تمرير الكرات، لكي تمرر المشاريع! الديبلوماسية المغربية احترمت، ولا شك، عشاق ميسي، لهذا توقعت أن أي رد على العريان، سيكون ردا على قطر، وبالتالي سيمس .. الليغا، واستنتاجا، يمس ميسي! ونحن في غنى على فتح جبهة مع جماهير عشاق الكرة في العالم. و حب الميسي يستحق أن نضحى بلجنة القدس، وفي سبيل أن تتولى قطر الجمع بين الثروات والقدس .. والكلاسيكو. لنكن جديين: للأديب المصري الساخر والمتمرد بلال فضل، مجموعة قصصية جميلة عنوانها «ما قاله العريان للميت». مجموعة تنبأت بما سيحصل في قصر العروبة، حيث كان يقيم الرئيس، كما سخرت من مبارك، وهو مازال قيد الكرسي الرئاسي. أحتفظ منها بعنوانها، وأنا أتابع تصريحات عصام العريان، نائب رئيس حزب العدالة والحرية المصري، وهو حزب الإخوان المسلمين وحزب الرئيس المصري محمد مرسي، والحزب الحاكم اليوم في مصر. العريان، في المجموعة القصصية، رجل يدفن الموتى، والعريان في السياسة يكذب على الأحياء. ونحن في المغرب نقول «اش خاصك العريان، لجنة القدس أمولاي..!» فقد هاجم السياسي المصري العريان لجنة القدس التي يرأسها ملك المغرب. وهي اللجنة التي رأت النور، كما يعلم المسلمون والعرب في كل العالم، والفلسطينيون، والمقدسيون منهم على وجه الخصوص، عقب الهجوم الصهيوني على المسجد الأقصى، أي منذ 1969. لا أحد يمكنه أن يبتلع الاستفزازات الإخوانية، بعد الذي حصل في وقت الانتخابات المصرية، عندما تم اعتماد خارطة المغرب، وقد أصبحت منزوعة الصحراء. وقتها مازالت الذاكرة الوطنية تحتفظ كيف أن أنصار أبو الفتوح الأخواني، بالرغم من رد الفعل المغربي، استمروا في نشر الخارطة كما يتمنونها. الحال أنه منذ وصول الإخوان في مصر، أصبحت لهم رؤية قطرية إلى شؤون العروبة والإسلام وقضايا المنطقة. ولا أحد، هنا، أيضا، يمكنه أن يبتلع الطعم الفلسطيني والحال أن المراد هو تبخيس عمل القدس لفائدة دولة قطر، واللجنة القطرية لدعم القدس والتي لم تتأسس إلا في 1998! اللجنة يرأسها رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر حمد بن جاسم. واللبيب بالإشارة يفهم، فقطر التي عملت «سبونسور» الإخوان في مصر إبان الثورة، تريد أن تكون محور العالم كله. وتريد أن تعود إليها شؤون القدس، وشؤون تدبير الملف الفلسطيني كله. وهذا، ربما حقها، لكن هل من حق الديبلوماسية المغربية، وأساسا وزيرنا في الخارجية أن يرد بهكذا خجل كما لو أن الأسبقية أولا للإخوان في مصر، ثم لقطر، ومن بعد لصورة وسمعة ومساهمات المغرب. كان على الديبلوماسية والصندوق أن يكونا أكثر قوة في الرد، فالمغرب، لعلم الجميع، يساهم ب80 في المائة من دعم المشاريع في القدس الشريف. وهو بلا نفط ولا مباهاة .. لا يريد أن يستخدم الملف من باب الاستغلال أو التموقع. والعثماني لا يمكن أن يقبل منه المغاربة في كل لحظة أن يترك البلاد تتلقى الضربات بدون أن يحرك ساكنا: الأمس مع المدلسي، واليوم مع العريان. هناك مجال يحب المغاربة أن يكونوا فيه متحدين وصفا واحدا، هو القضية الوطنية، وموقع المغرب وصورته العالمية. وعلى من لا يقرأ الضمير المغربي جيدا أن يقر بذلك، وأن ينصرف إلى أشياء لا تكلف الموقف الحاسم.