هاجم هاني السباعي، مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وقال إنه يشجع الحروب الصليبية الفرنسية، في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها بنكيران التي يقول فيها إن المغرب يدعم التدخل الفرنسي في شمال مالي، ووصف الحرب في شمال مالي بأنها حرب ضد مسلمين فقراء وعزل وأن هذه الحرب تستهدف محو الإسلام من هذه المنطقة. والثابت أن المقاتلين في شمال مالي ليسوا مسلمين فقراء ولكن تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة ويتزعمها أباطرة المافيات في منطقة الساحل من قطاع الطرق وتجار الكونتربوند والمخدرات، وعلى رأسهم بلمختار الذي تحول من أكبر مهرب للسجائر إلى أكبر مجاهد، وهذا يذكرنا بحركة الجهاد الأفغاني التي قامت على تمويلات أجهزة متعددة من المخابرات وتجارة الأفيون. وتأسف التكفيري السباعي لكون بنكيران انحاز إلى جانب الكفار في هذه الحرب الصليبية الجديدة التي تتزعمها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، وكأن الأمر يتعلق بحرب بين المسلمين والكفار، وهي حرب لم تقع في كل التاريخ حتى في صدر الإسلام، وليست حربا جيوسياسية هدفها ضرب تنظيم القاعدة الذي عجزت الدولة المالية عن مواجهته لوحدها، ناسيا أن أمن المغرب يبدأ من هناك حيث استباحت القاعدة منطقة الساحل لتعيث فيها فسادا وتحالفت مع جبهة البوليسارية وتنظيمات المافيات في المنطقة. وتساءل السباعي عن صمت علماء المغرب. ومن الغرائب أن يسأل جاهل بالعلوم الشرعية علماء المغرب عن الموقف الشرعي من قضية وللمغاربة اجتهادات لا يمكن أن يفهمها من قضى عمره وراء سراب التنظيمات التكفيرية. وحاول السباعي تصوير بنكيران على أنه دمية في يد الغرب يحركها كيف يشاء، ناسيا أن رئيس الحكومة في مواقفه يمثل الدولة المغربية، الدولة التي بنت علاقاتها ومواقفها على أسس واضحة أهمها حماية أمن الوطن والمواطن وعلى أساسها تبني توجهاتها وانخراطها الدولي وفق قواعد واضحة وليس وفق أوهام الحركات الإرهابية. لا يلام هاني السباعي الذي ليس له من شغل سوى السب والشتم عبر الأنترنيت وبعض القنوات والصحف التي تفتح له الباب ليكفر من شاء وليلعن آخرين حتى ممن كانوا معه في نفس الصف والفكرة من شيوخ القنوات الإعلامية ونجوم التكفير. وليس هاني السباعي غريبا عن هذه الأفكار فهو ابن تنظيم الجهاد المصري الذي بدأت علاقته به سنة 1977 إلى أن تم اعتقاله في قضية تنظيم الجهاد سنة 1981 عقب اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. وبعد أن غادر مصر أسس المركز المذكور وكان يذهب إلى أفغانستان مرارا ومن شيوخه أيمن الظواهري، الرجل الأول في تنظيم القاعدة بعد اغتيال أسامة بن لادن، وعلاقته بالظواهري قديمة قبل أن يهاجر إلى أفغانستان وكذلك محمد الظواهري الذي سلمته الإمارات لمصر ورفض مراجعات تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية بالإضافة إلى أبي حفص المصري أحد أشرس مقاتلي تنظيم القاعدة بأفغانستان. إذا كان السباعي ليس سوى بوق للقاعدة فليس من حقه توجيه دروس للمغرب الذي يبني مواقفه على أساس المصلحة الجيوسياسية.