كشفت أرقام شبه رسمية أن 27 ألف حالة جديدة لمرض التهاب السحايا سجلت في المغرب، فيما تحدثت وزارة الصحة عن 1000 حالة، وقالت المصادر ذاتها، إن أكثر من 100 حالة وفاة تقع سنويا في غياب أي شكل من أشكال الوقاية، موضحة أن وزارة الصحة فضلت التعامل بنوع من الحذر مع المرض. وكانت وزارة الصحة أصدرت مذكرة توصلت بها جميع مندوبيات الصحة، تخص كيفية تدبير ثلاثة أوبئة اعتبرتها الوزارة خطيرة، ويتعلق الأمر بالتهاب السحايا وداء السل والكورونا فيروس، هذا الأخير اعتبرته وزارة الصحة مجرد إجراء احترازي، بعدما ظهر المرض أول الأمر خلال موسم الحج الأخير. وكان وفاة ثلاثة أطفال بالبيضاء الأسبوع الماضي أثار هلعا كبيرا، وقال على لطفي رئيس شبكة الحق في الحياة، إن المرض ليس جديدا، حيث غالبا ما يتم تسجيل وفيات بسبب المرض لبكن يجري التستر عليها، وقال لطفي إن مرض التهاب السحايا هو مرض قاتل، خصوصا في المناطق التي كثافة سكانية، وطالب بضرورة الكشف عن جميع المعلومات الخاصة بالمرض، إلى جانب أمراض الفيروس الكبدي خاصة من نوع "س"، وأمراض الكوليرا، وأشار لطفي إلى أن هناك أمراض يجب التصريح بها بقوة القانون، خصوصا الأمراض المعدية والقاتلة، وهو ما لا تقوم به وزارة الصحة في غالب الأحيان، حيث تفضل معالجة الأمر داخل المكاتب المغلقة، موضحا أن إعلان الحالات الثلاثة وضع الوزارة في ورطة. في سياق متصل قالت المصادر إن مجموعة من الأوبئة عاودت الظهور بشكل متزامن داخل المغرب ويتعلق الأمر بمرض الجذام الذي ظهر حالات منه في مدينة ميسور، والليشامنيوم بالراشيدية، فيما قالت المصادر إن عائلات بكاملها أصيبت بمرض السل بسبب غياب الوقاية، وتقاعس الجهات المسؤولة عن القيام بدورهتا، وأشارت إلى أن حالات من مرض السل ظهرت بتامسنا وتمارة، وكشفت المصادر ذاتها أن الصراعات التي تعرفها الوزارة حاليا بين عدد من المسؤولين ساهمت في هذا الوضع، مشددا على أن أسباب الصراع يعود إلى رغبة عدد من المسؤولين في تعويض رحيل رئيس قسم الأوبئة الذي بات قريبا من إحالته على التقاعد، مشددة على أن هذا الوضع خلق نوعا من الغموض داخل الوزارة. وقالت المصادر إن مجموعة من الممارسات ساهمت في انتشار هذه الأوبئة بينها تلوث مياه الشرب، وانتشار الأزبال، إضافة إلى بعض الفضاءات التي لا تحترم المواصفات العامة، وقالت إن بعض المؤسسات التعليمية سيما الخاصة لا تحترم معايير السلامة الصحية من خلال تجاوز الطاقة الإستيعابية، إضافة إلى أن وسائل النقل المدرسي تعاني بدورها من الإكتظاظ، وهي مؤشرات تساهم في تنامي الأوبئة خصوصا خلال هذه الفترة، التي تعرف بنشاط عدد منها، بسبب نزلات البرد، وطالبت المصادر بتدخل وزارة الصحة ضد مجموعة من الممارسات، إضافة إلى مطالبتها بإلزامية التطعيم الإجباري للأطفال ضد هذه الأمراض الفتاكة، خاصة مرض الفيروس الكبدي الذي تفضل الوزارة التستر عليه، مع أن الأرقام المسجلة باتت مقلقة بحسب تأكيدات علي لطفي، الذي حصر أكثر من عشرة أمراض وبائية قاتلة تحتاج إلى تدخل وزارة الصحة.