شهد الحي السكني المجاور للمركز التجاري "أسيما" مساء أول أمس الثلاثاء، وعلى بعد أمتار قليلة من مقر قصر العدالة بمدينة الجديدة عملية إجرامية غير عادية كانت ضحيتها سيارة أجرة صغيرة، ففي حدود الساعة العاشرة ليلا تعرضت سيارة الأجرة المذكورة والتي كان على مثنها زبونان يجلسان في المكان الخلفي لعملية مطاردة من طرف سيارة من نوع "رونو 19" كان يستقلها مجهولون إلى حدود منطقة شبه خالية ومظلمة بجانب المركز التجاري قبل أن يطلق أفراد العصابة رصاصتين يرجح أن تكون من بندقية صيد أصابت الزجاج الخلفي لسيارة الأجرة ثم لاذو بالفرار إلى وجهة غير معلومة. ومباشرة بعد وقوع الحادث هرعت إلى عين المكان مختلف الأجهزة الأمنية والاستعلاماتية والاستخباراتية، وتم تطويق المنطقة ورفع البصمات من طرف عناصر الشرطة العلمية وسط ذهول كبير للمواطنين وكذا للمهنيين وسائقي الطاكسيات الذين تجمهروا بمكان الحادث، فيما تم نقل سائق سيارة الأجرة الصغيرة الذي أصيب بصدمة وانهيار عصبي حاد جراء هول ما عاشه تلك الليلة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، واختفى عن الأنظار الزبونان اللذان كانا على مثن سيارة الأجرة الشيء الذي يرجح فرضية أن تكون العملية إنتقامية وتصفية حسابات. إلى ذلك فقد صدرت أوامر لمختلف المصالح الأمنية من شرطة ورجال درك بوضع حواجز أمنية بمختلف المحاور الطرقية من أجل إيقاف السيارة التي كان على مثنها أفراد العصابة هذا، وفي تعليقه على الحادث قلل عبد الرحمان خنوس الكاتب الإقليمي لنقابة مهنيي وأرباب الطاكسيات الصغار المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل من خطورة الحادث، معتبرا الأمر حدثا عابرا وعرضيا وأن المستهدف لم يكن سائق الطاكسي لكون العيارات النارية أصابت مكان تواجد الزبونين وأن الاعتداءات العادية التي يتعرض لها سائقو الطاكسيات غالبا ما تكون بدافع السرقة الشيء الذي لا ينطبق على هذه العملية الإجرامية، واستغرب أن يقع الحادث في الوقت الذي تعيش فيه مدينة الجديدة تغييرات جذرية وتطورات على مستوى الخطة الأمنية منذ تعيين رئيس الأمن الإقليمي الجديد نور الدين سنوني، مؤكدا أن هذه العملية لن تثني المسؤولين الجدد في المضي قدما في تطوير آليات الاشتغال الأمني بالإقليم وهي التغييرات التي تركت صدى طيبا في صفوف المواطنين وأعادت الدفء والطمأنينة لساكنة مدينة الجديدة.