كشفت مشاركة الوفد الإسرائيلي في الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط عن تناقضات حزب العدالة والتنمية، فمن جهة قام فريق الحزب بمجلس النواب بمقاطعة الاجتماعات، لكن من جهة أخرى حاول هو إخفاء أن مصالح وزارة الخارجية والتعاون، التي يترأسها سعد الدين العثماني، هي التي منحت ممثل إسرائيل تأشيرة دخول المغرب. وتساءل مهتمون عن سر هذه الضجة الكبيرة حول حضور إسرائيلي للمشاركة، مع العلم، أنه لم يكن في زيارة عمل للمغرب وإنما مشاركا في منظمة دولية المغرب عضو فيها، ومعروف، أن العضوية في أي منظمة دولية تفرض منح تأشيرات دخول لكافة المشاركين في مؤتمراتها من أي دولة عضو حتى لو كانت العلاقات الثنائية بين الطرفين ليست على ما يرام أو حتى في حالات الشذ والجذب، فالولايات المتحدةالأمريكية منحت أحمدي محمود نجاد، الرئيس الإيراني، تأشيرة دخول البلاد ومخاطبة العالم من منظمة الأممالمتحدة. وبعد الضجة التي أحدثها فريق العدالة والتنمية هل سيشارك العثماني في مؤتمرات دولية تشارك فيها إسرائيل أم سيقاطعها؟، وحضرت إسرائيل أول أمس الأحد بصفة رسمية أشغال الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وشارك ممثل للكنيست الإسرائيلي في جلسة عمومية احتضنها مقر مجلس النواب وترأسها رئيس مجلس النواب كريم غلاب، وتم إشهار اسم دولة إسرائيل ضمن الوفود المشاركة في هذه الدورة بشكل يقطع الشك باليقين بسماح حكومة بنكيران بالمشاركة الإسرائيلية والدخول إلى البرلمان المغربي في وقت كان حزب البيجيدي، عندما كان في المعارضة يعتبر دخول أعضاء الكنيست إلى البرلمان المغربي تدنيسا لهذه المؤسسة. ويذكر، أن الدورة العامة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط خصصت نقاشاتها العامة لموضوع "الاتحاد من أجل المتوسط والتحديات الرئيسية لمنطقة المتوسط". وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة بحضور أندريه أزولاي مستشار جلالة الملك ورئيس مؤسسة آنا ليند، ومحمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين، وفتح الله السجلماسي الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، ويوسف العمراني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وممثل كاثرين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي وغيرهم من وفود دولية مختلفة.