دق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران آخر مسمار في نعش ملف الأطر العليا المعطلة التي تحج بالمئات أمام مبنى البرلمان بالرباط لمطالبة الحكومة بالتشغيل. وطالبهم، بالبحث عن رئيس حكومة آخر غيره ليوظفهم، مؤكدا، أنه ليس لديهم فرصة في الوظيفة العمومية بطريقة مباشرة، وأكد بنكيران خلال اجتماع اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية بالرباط أول أمس، بأنه لا مجال لتوظيف المعطلين، قائلا، "ماعرفتش علاش كيمشيو هادوك ما يسمى بالمعطلين أمام البرلمان يجيو عندي إلا بغاو المناصب، أجيو كولو ليا اعطينا المناصب وليس بطريقة الاعتصام أمام البرلمان" ولهم الحق كبقية المواطنين بالمقاييس والشروط، ورفض رفضا قاطعا التوظيف المباشر، وقال مخاطبا المعطلين، "ابحثوا عن رئيس حكومة آخر غيري ليعطيكم الوظائف بمقاييسكم". يأتي هذا في الوقت الذي شدد فيه بنكيران الخناق والتضييق على احتجاجات الأطر العليا المعطلة، واستعمال القوة العمومية لتفريقهم وإجلائهم من الشارع العام أمام قبة البرلمان، كما أعطى، تعليماته بتحرير المؤسسات العمومية التي سبق أن احتلها المعطلون. هذا ويواجه رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران دعوى قضائية من طرف العاطلين عن العمل، بتهمة رفض تنفيذ بنود اتفاق سابق حول التشغيل، حيث أكدت لجنة الحوار لمجموعة الأطر المقصية من محضر 20 يوليوز 2011، على أنها تسعى إلى مقاضاة الحكومة في شخص رئيسها، وقال سعيد أزوكاغ عضو اللجنة في تصريح سابق ل"النهار المغربية"، إنه تم الشروع في الاتصال بمحامين من أجل رفع دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بتهمة الالتفاف السياسي لحكومته على المرسوم الوزاري الصادر بتاريخ 8 أبريل2011، والذي يحدد بصفة استثنائية وانتقالية كيفيات التوظيف في بعض الأطر والدرجات، إذ يخول هذا الأخير للإدارات العمومية والجماعات المحلية اعتماد الإدماج المباشر بدل إجراء المباراة بالنسبة للدرجات والأطر ذات الترتيب الاستدلالي المطابق لسلم الأجور11. إلى ذلك قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، إلياس العمري ظلمني وضيق على حزب العدالة والتنمية وكان يجمع أخبارنا ويراقب تحركاتنا، وأضاف، أن جيوب المقاومة ماتزال تتربص بالحزب وأنه مستعد لمواجهتها كما واجهتها من قبل وبنفس الطريقة خصومنا يعرفون ذلك. وأكد رئيس الحكومة، أن المعركة التي دارت بينه وبين الياس العمري لم يظلمه فيها، فخرج منها الياس العمري منهزما وكتب الله للحزب الفوز وتبوأ المكانة الأولى، وأضاف، عندما يكون موقفي صحيحا أقف في وجه جميع الجهات، ونحن جئنا لمواجهة الناس إذا كانوا غالطين ولم نجيء للمواجهة مع المسؤولين. وطالب عبد الإله بنكيران من الياس العمري بالتقدم بطلب "المسامحة" "وإن لم يُرِد حتى أمام الله"، ودعا بنكيران شبيبة الحزب إلى الاستعداد إلى المرحلة القادمة، قائلا : ستكون بعيدة نسبيا لكنها آتية. وفي ذات السياق قال بنكيران، سيأتي دورنا ونغادر المشهد وفي حديثه عن الاستعداد للمرحلة المقبلة، قال مخاطبا شبيبة العدالة والتنمية أثناء افتتاح اجتماع اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية الذي نظم أول أمس بالرباط، يقينا ستستفيدون وتصلون إلى مراكز فيها انتفاع، ثم أضاف، "لا تتسرعوا في احتلال المواقع فلن تجدوا شيئا"، فأنا أفضل يهوديا "عندو كبدة قاصحة على واحد من العدالة والتنمية". وتحدث، عن تدرجه في احتلال مواقع المسؤولية قائلا : "تقلدت منصب نائب برلماني وبعدها رئيس حكومة ولم تبق لي إلا الجنة"، وتحول اجتماع اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية إلى مجلس للذكر والحديث عن الموت والإرث والقبر، حيث سرد بنكيران، مجموعة من الأمثلة لعائلات كانت ثرية وتحولت إلى عائلة فقيرة، داعيا، شبيبة الحزب إلى الزهد في الدنيا. ولم يُخف بنكيران إعجابه بالسفير الأمريكي في المغرب، عندما قال، "صدقوني الساعة التي أمضيتها مع السفير الأمريكي عندما زارني كانت ساعة صعبة جدا ووجدت أنني أمام شخصية رهيبة". وتطرق بنكيران إلى الحديث عن وزير العدل الحالي مصطفى الرميد، إنه شخص لا يظلم أحدا ولا يحتاط أثناء مواجهته مع المسؤولين، ثم أضاف، "نحن جئنا لمواجهة الناس في الأسفل إذا كانوا "غالْطين".