بنكيران والجهل المركب يوما عن يوما يتبين أن عبد الإله بنكيران الأمين لحزب العدالة والتنمية، جاهل بأشياء كثيرة، ومع جهله يجهل أنه يجهل، وقد تحدثنا في وقت سابق عن جهله المطبق بالدين الذي يدعي الدفاع عنه وعن قيمه، وظهر أميا فيما يتعلق بالمعتقدات الإسلامية ناهيك عن جهله بالمعروف من الدين بالضرورة، وقد تحدثنا عن جهله بالسياسة يوم قال ينبغي "إعارته" رئاسة الحكومة ولو لستة أشهر على سبيل التجريب، وكأننا في مختبر للتجارب ولسنا أمام مشهد سياسي يجب التفاعل معه بقوة الأفكار والبرامج. واليوم يؤكد بنكيران جهله التام بمبادئ استطلاع الرأي بما هي استمزاج يقوم على قواعد علمية، حيث قال إن حزبه أتى في الرتبة الأولى في استطلاع للرأي أجراه موقع إلكتروني..ههههههههههههههههه هل هناك أغبى من رجل يقول إن استطلاعا للرأي يمكن أن يجريه موقع إلكتروني؟ ألا يعرف أن عالم الإنترنيت عالم افتراضي؟ ربما يريد بنكيران أن يقول لنا إن حزبه هو الأول في عالم الغيب، وقد قال في يوم من الأيام إنه يكفيه فخرا أن يأتي يوم القيامة هو وعبد الله باها، ومعهم خمسون من الإخوان سينافسون بها بعد الأنبياء الذين سيأتون منفردين، فمادام بنكيران يعول على العالم الافتراضي فليستدعي مستحضري الأرواح ليطعموا حزبه بقوات شرسة من الجن ليفتك بخصومه السياسيين. ولم يبق له إلا الجن لأن الملائكة احتكرهم عبد السلام ياسين. فالموقع الإلكتروني، ولعلم الجاهل، يمكن أن يلجه أي أحد وينقر على الخانة التي يريد، ويمكن أن يهجم عليه أنصار العدالة والتنمية نقرا كنقر الديكة ويتحول كل شيء لصالحهم، ويمكن لشخص واحد أن يجلس أمام الحاسوب وينقر ما شاء من النقرات حتى يمل ويكل، وتكون الأصوات قريبة من مائة في المائة لصالح بنكيران. ولقد ناقش الكثيرون هذا الموضوع من خلال الحديث عن "مرتكزات المسح الميداني لأغراض الاستطلاع الدقيق، الذي يفضي إلى القرار السليم حسب رد الفعل، وتكون هذه الأمور سبباً ومسبباً ونتيجة وزيادة وعي بالنسبة للمستقبل"، وتكمن مرتكزات قياس الرأي العام في "اختيار الموضوع، واختيار الوسط، وتحديد العينات، وصياغة الأسئلة وتسلسلها، والاختيار التجريبي، وإجراء المقابلات، واستخلاص النتائج، وعرض النتائج واتخاذ القرارات". فاستطلاع الرأي علم من العلوم الدقيقة التي تعتمد معايير واضحة. وقد أصبح اليوم تخصصا في الجامعات والمعاهد العليا. والمغرب لا يتوفر اليوم على مؤسسات لقياس الرأي كما أن النقاش حول القانون المنظم له ما زال جاريا، وهناك دول تتوفر على مؤسسات ذات سمعة عالمية لاستطلاع الرأي. ولأن استطلاعات الرأي علم دقيق فإنها غالبا ما تقرب من الحقيقة وتكون نتيجتها قريبة من نتائج الواقع.