اختار الملياردير كريم التازي أن يصوت لحزب العدالة والتنمية، وهذا حقه الديمقراطي ولا يمكن منازعته في الموضوع، لكن غير الطبيعي هو أن يعلن على رؤوس الأشهاد أنه سيصوت لهذا الحزب، مع العلم أن التصويت يكون بشكل سري وصاحب الصوت وحده يعرف على من صوت، وقد ذكرنا الملياردير التازي بأيام التصويت بالأوراق الملونة، حيث كان صاحب الصوت يأتي بالأوراق التي يرمي في الصندوق كي يأخذ ثمن صوته، فما هو الثمن الذي يريده كريم التازي من العدالة والتنمية؟ وقال التازي إنه كان يريد أن يصوت على الحزب الاشتراكي الموحد، ولكن لسوء حظ الملياردير التازي، أن رفاق بنسعيد قاطعوا الانتخابات رغم أنف زعيمهم التاريخي، وبما أن الاشتراكي الموحد قاطع الانتخابات لم يبق أمام الملياردير سوى حزب العدالة والتنمية. لو صوت واحد لا يعرف الأحزاب ولا يعرف البرامج بمثل هذه الطريقة لقلنا إن الأمر مقبول، لكن أن يصوت كريم التازي، الذي حاول أن يسوق لشخصه على أنه رجل مفكر وله آراء في السياسة وحتى في الثورة، بمثل هذه الطريقة فسنقول إن الرجل ليس بالصورة التي حاول أن يرسمها عن نفسه. فما الذي يجمع بين العدالة والتنمية والاشتراكي الموحد حتى يعوض الأول الثاني؟ وما الذي يجمع بين كريم التازي، الذي يقدم نفسه على أنه رجل علماني ومع تحرر المرأة والحريات الشخصية، وبين حزب العدالة والتنمية الذي يختلف معه في كل هذه الأطروحات؟ وكيف انتقل من التصويت على حزب يساري إلى التصويت على حزب إسلامي متطرف؟ وكما يقول علماء النفس : تكلم لأعرف من أنت. فالتازي تكلم اليوم لنعرف من هو. يعني أنه رجل غير سوي الأفكار، ومضطرب وبالتالي هو متقلب المزاج، فكل يوم هو في حال، تقلبات تشبه أمواج الأطلسي التي يقطعها من الدارالبيضاء إلى أمريكا على متن يخته الذي يساوي الملايير. الملياردير الذي يريد أن يحترف الثورة في آخر لحظة لا يعرف أن العدالة والتنمية مخلصة لمبادئها التي من أجلها تأسست. فهل يؤدي الملياردير الزكاة؟ ونحن نسأله هل يؤدي الضرائب حتى يكون مواطنا صالحا؟ المعلومات المتوفرة لدينا أن الملياردير الثوري متهرب من الضرائب وليس أي تهرب، بذمته 100 مليار سنتيم، هذه أموال عمومية لهفها الملياردير دون مزعة حياء. يحكي أحد المغاربة الذي عاش في لندن حكاية مثيرة دائما ألا وهي أن السلطات البريطانية تقوم بتتريك كل مواطن يتهرب من أداء الضرائب. ومن أجبر التازي على دخول المعزل قبل يوم الاقتراع؟