أكد الدكتور عبد الرحيم العطري، الأستاذ الجامعي المتخصص في علم الاجتماع، أن نقاش الدائر حول منع البرقع يخفي صراعا حول أنماط التدين في المغرب، وصراعا حول من يتكلم باسم السماء، مشيرا إلى أن اللباس ذاكرة تعبر عن تطور وتاريخ المغرب، وهو هوية، وسميولوجية، وعلامة بشكل من الأشكال وتقدم جوابا عن حاملها. وأكد الدكتور العطري، في ندوة منظمة بمؤسسة "مؤمنون بلا حدود" حول موضوع "البرقع بين الدين والمجتمع"، أمس الخميس، أن هناك قارات متصارعة في الحالة الدينية المغربية، وهي الإسلام السني، والشيعي، والوهابي، "وهذا البرقع يندرج في إطار هذا التنافس، وهو نتاج لهذه الصراعات التي عرفها التدين في المغرب". وفق تفسير المتحدث. وأبرز المتحدث أن الدرس الأنتروبولوجي، يؤكد أن البرقع ليس ملكا ل"الثقافة المغربية" بل هو مشترك، مشيرا إلى أن البرقع يخفي توترا في علاقتنا الدينية، وعلاقتنا مع المرأة، حيث أن هذه الأخيرة لا يجب أن تتحرك في الفضاء العام، وإن تحركت تتحرك في صمت. وأورد المتحدث خلال ذات اللقاء الذي حاول أن يناقش، ولأول مرة، قضية منع إنتاج وتسويق البرقع في المغرب من وجهة نظر علمية، أن منع تسويقه لن يحسم الأمر، "بل يجب علينا أن نحسم أسئلتنا مع المرأة ومع حضورها في المجتمع المغربي، هل نعترف اليوم بالمرأة وبتواجدها؟ وأن نحسم إشكالية، التأويل في النص الديني، وهنا يجب أن يلعب المجلس العلمي دوره". يقول المتحدث. ومن بين الأمور أيضا التي قدمها المتحدث والتي من شأنها أن تحسم قضية البرقع في المجتمع المغربي، إشكالية تمثله من قبل الرأي العام، مستشهدا بقول لشارل دكول "الدولة رأي كل الآراء"، وأضاف أن القارة الأخيرة في هذا الصراع تتمحور حول الحسم مع مجال حقوق الإنسان".