عرف المغرب مؤخرا نقاش محتدم حول البرقع خصوصا ، بعد قيام السلطات المحلية بتوزيع إشعار قاضي بمنع خياطة وتسويق البرقع وطالبت بالتخلص بالمنتوج المتوفر لى الباعة وهو إجراء يدخل في إطار التدابير والصلاحيات اللإجرائية للسلطات التنظيمية، كون البرقع الأفغاني يغزو الأسواق المغربية ،مما يدل على وجود جهات ماوراء غزو البرقع الأفغاني للسوق المغربي، وإنطلاقا كذلك من مبررات منطقية ودفوعات موضوعية، فهو لباس يخفي هوية الشخص ويتيح إمكانية إنتحال الصفة ،وبالثالي فهو ملاذ للمجرمين والفارين من العدالة ويسمح لهم بتنفيذ جرائمهم بكل سهولة وبالثالي، فلباس البرقع الحاجب لكل أعضاء جسد المرأة ويخفي هويتها فهو تهديد للامن والنظام العام العام ، وتهديد مباشر لسلامة المواطنين والمواطنات في ولوجهم للمرافق العمومية وفي تجولهم في الشارع العام . بالإضافة الى المبررات السوسيوثقافية وخصوصيات المغاربة ، التي ترفض مثل هذه الأنماط من اللباس المعاكسة للعمق التاريخي والحضاري للمغرب، والتي تكرس دونية المرأة وتعتبرها عورة كاملة واجب عليها أن تغطي جسدها بشكل كامل ،ما يعيق تحرر المرأة ويعرقل إندماجها في الحياة العامة ويعاكس مطلب المساواة بين الرجل والمرأة ويقيد تمكن المرأة من حقوقها الاساسية وفق ماتنص عليها العهود والمواثيق الدولية . الدفع بالنقاش اليوم بالمغرب لم يأتي من عموم المواطنين والمواطنات بل من تنظيمات الإسلام الحركي السياسي بالمغرب التي تحاول دعشنة المجتمع المغربي عبر إختراقه بمنتوجات خارجية عن هوية وثقافة البلاد مما يكرس تبعيته لاديولوجيات وأنماط ثقافية مختلفة عن الهوية الثقافية للمغاربة المترسخة في القيم الأمازيغية النبيلة وتعاليم الدين الاسلامي السمح وبالثالي فهناك ولاءات خفية لقوى حركية إسلاموية مستندة لمراجع وأدبيات خارجية عن ثوابث ومرجيات الدولة واختيارتها الدينية والثاقفية والهوياتية . وبالثالي فضرورة الدفع بنقاش هادئ من منطلق ومداخل الحفاظ على الأمن وعلى الهوية الثقافية للبلاد والحفاظ على نموذج التدين للمغاربة الذي ترعاه إمارة المؤمنين وتسهر علىإرساء تعاليم الدين السمح وفي إطار التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة المنصوص عليه في ديباجة دستور 2011 وبالثالي فصون حرية الفرد مضمونة في إطار تلازمها مع حرية العامة، وتلازمها مع شروط المواطنة ،بالاضافة إلى التنصيص الدستوري على قيم الإنفتاح والإعتدال والتسامح الواجب ترسيخها في المجتمع المغرب ومنع كل تمظهرات الغلو والتظرف الذخيلة. لكن الأهم اليوم هو أن يكون نقاش حضاري بين كل القوى الحية، وكذلك لذى تنظيمات الإسلام الحركي حول ضرورة تقعيد نقاش فكري عميق حول البرقع بماذا سينفع المرأة و المجتمع ؟ لماذا البرقع ؟ فأدبيات ومرجعيات حقوق الانسان تحمي حرية الفرد ولكن ليس على حساب ماهية الفرد وحقه في التحرر من قيود ذات مرجعية تقليدية متجاوزة ولها مرجعيات سياسية وفكرية ومنطلقات تابعة لتنظيمات حركية، مما يخرج النقاش عن مسار نقاش مجتمعي الى نقاش تنظيماتي اديولوجي ، فالحجاب مثلا لباس شرعي محترم ليس عليه وفيه أي شك واختلاف عكس البرقع الافغاني والالبسة الوهابية المشرقية المخالفة لانماط لباس المغاربة، فنحنا في الألفية الثالتة وتتطور أجيال حقوق الإنسان ، فالبرقع تحجيم للمرأة وشيطنة لجسدها وجعها عالة على البشرية وجسدها وصمة عار ومسبب للفتن وهذا ازدراء وتخلف وإجرام في حق المرأة فالشعائر والرمزيات الشكلية، التي تعتبر فتاوي وإجتهادات بعيدة عن روح الدين تعتبر إنتاج فكري وسياسي لمكونات سياسية وقوى إديولوجية، تحاول وضع أنماط محددة ومميزة للهيمنة وبسط النفوذ والإمتداد في تحدي لقيم وخصوصيات وأعراف البلاد المتميزة بالتعايش والتمدن والحرية، التي تصون وتضمن حقوق الإنسان فلا مجال لفرض أنماطكم على المغاربة بمبررات غير منطقية ولها أساس لها في تعاليم وروح الدين الاسلامي السمح.