حمل الهجوم الذي نفذه مسلح في الأول من يناير كانون الثاني بصمات تنظيم الدولة الإسلامية في أول هجوم من نوعه في إسرائيل.. فقد فتح مواطن مسلم النار على حانة في تل أبيب بعد أيام من تهديد التنظيم المتشدد للبلاد مخلفا وراءه الراية السوداء رمز التنظيم. لكن مسؤولي الأمن أحجموا عن ربط الهجوم بشكل قاطع بالدولة الإسلامية آخذين في الاعتبار السلوك الغريب للمسلح وخشية أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوتر مع الأقلية العربية التي تتسم بالهدوء إلى حد كبير.
وقال مسؤول أمني لرويترز يوم الخميس بعد أن أعلن جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) ووزارة العدل ما توصلا إليه بشأن الحادث الذي نفذه نشأت ملحم وقتل فيه ثلاثة اشخاص "في الحقيقة هذا ليس هجوما ارهابيا تقليديا لتنظيم الدولة الإسلامية."
وقُتل المهاجم (31 عاما) بعد أسبوع في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. ووقع الهجوم بعد ستة أسابيع من هجمات على حانات ومقاه وقاعة موسيقى في باريس أسفرت عن مقتل 130 شخصا.
وأفادت لائحة اتهام ضد ثلاثة من عرب اسرائيل يُعتقد أنهم ساعدوا في تهريب ملحم انه "سعى لمساعدة العدو بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية على قتال إسرائيل." وتضمنت اللائحة أيضا انه ترك راية سوداء كتب عليها اسم التنظيم بخط اليد بالعربية والعبرية مع عبارة دينية.
وتضمن تسجيل مصور أصدرته السلطات لقطات لملحم وهو يحمل رصاصة ويتوعد بضرب "اليهود" مرة أخرى في تل أبيب ويلعن الشيعة وينصح الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالتحول للاسلام كي ينجو بنفسه.
وكان ملحم يستخدم أحيانا ألفاظا نابية وشوهد وهو يحتسي الجعة من زجاجة ويدخن ويتباهى بتعاطيه المخدرات. وقال أقارب له إن ملحم الذي سجن من قبل لمهاجمته جنديا اسرائيليا يعاني من مشكلات نفسية.
ووصف المسؤول الأمني سلوك ملحم بأنه غير متسق مع مظاهر التقوى في الإسلام وهو ما دفع الشين بيت للاعتقاد بأنه عمل منفرد. وكذلك غياب أي دليل على تلقيه تعليمات مباشرة من التنظيم.
ولكن الشين بيت اعتقل في العام الماضي عددا من عرب إسرائيل قال إنهم يحاولون تشكيل خلية مسلحة بأوامر من مواطنين آخرين يقاتلان مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
وتواجه إسرائيل تهديدات أخرى من فصائل فلسطينية مسلحة ومن جماعة حزب الله اللبنانية لكن المسؤولين يشيرون إلى جماعات موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء المصرية باعتبارها قادرة على شن هجمات عبر الحدود.
وقال يورام شفايتسر المختص بشؤون الارهاب في معهد دراسات الأمن الوطني بجامعة تل أبيب إن اسرائيل تعي بشكل خاص أثر ما قام به ملحم على عرب إسرائيل الذين يمثلون خمس السكان.
ورغم تعاطف عرب إسرائيل مع الفلسطينين إلا أنهم نادرا ما يلجأون للعنف السياسي وهي حقيقة كثيرا ما يذكرها الشين بيت. لكن مع مغادرة عشرات من عرب إسرائيل البلاد للإنضمام لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية تشعر السلطات بالقلق من تنامي الخطر الداخلي.
وقال شفايتسر "أعتقد أن تهديد تنظيم الدولة الإسلامية لا يمكن تجاهله لكن الأمر الأكثر أهمية هو ألا يتم تضخيمه."
وأضاف "السلطات الإسرائيلية لها مصلحة في ذلك حيث لا يريد أحد أن يرى أشخاصا آخرين يقلدون ملحم لمجرد انه تمكن من قتل ثلاثة أشخاص وهرب