مني حزب الاستقلال في الانتخابات الجماعية والجهوية في 4 شتنبر الأخير، وعند نهاية مسلسل انتخاب رؤساء الجهات والجماعات ومجالس العمالات والأقاليم ورئاسة مجلس المستشارين، بواحدة من أقسى الهزائم الانتخابية في تاريخه. لكن، بغض النظر عن نتائج الانتخابات، فما يحتضر هي قيم حزب الاستقلال. فليس هناك عنف أقسى من العنف المُمارس على قيم حزب، عنفٌ يحتمله البعض عن جبن أو تراجع، فضلا عن أن الصمت بدوره يساهم بنفس الحجم في هذا العنف. إن وازع الضمير يقتضي عرض رواية مختلفة عن تلك التي روجت لها هيئات الحزب التقريرية حول وضعه السياسي. كما أنه من باب الواجب تجاه المجتمع إجراء تشخيص واضح للحالة التي توجد عليها هذه التشكيلة السياسية، من أجل رسم آفاق جديدة لها وتهيئ ظروف تجديدها. هذه الدعوة للتفكير تتطلب درجة من الموضوعية، حتى تُقرأ هذه السطور دون أحكام مسبقة أو تحيُّز، وتستوجب فكرا متحررا من أي إكراه أو تبعية. فحرية التفكير تبقى المخرج الوحيد عندما تتغذى الأزمة الداخلية لحزب ما على إنكار الواقع، وعلى زرع الشعبوية، وإذكاء التعصب وتبني العنف اللفظي.