أعلنت كتابة الدولة في شؤون الهجرة عن تعيين آنا تيرون في منصب كاتبة الدولة لشؤون الهجرة، خلفا لكونسويلو رومي، التي كانت تشغل هذا المنصب. وتعتبر آنا تيرون من المقربين من وزير العمل والهجرة سلستينو كورباتشو، بحكم انتماء الاثنين إلى الحزب الاشتراكي لكطالونيا منذ عدة سنوات، وكانت مسؤولة عن علاقات الحكومة المحلية في كطالونيا (الجنراليتات) مع الاتحاد الأوروبي. هذا وقد أعلنت مصادر حكومية أن تيرون ستخلف كاتبة الدولة السابقة كونسويلو رومي، التي سيتم تعيينها كاتبة للدولة للوظيفة العمومية. ويأتي هذا التعيين في ظل وضع حاسم يتسم بأزمة اقتصادية خانقة أضرت بشكل خاص بالمهاجرين، فوفق إحصاءات رسمية، تمثل نسبة البطالة في صفوف هذه الفئة الاجتماعية ضعف ماهي عليه بالنسبة لأبناء البلد. كما أن هذه المهمة الجديدة للسيدة تيرون لن تكون سهلة بالنظر إلى سيادة المنطق الأمني في الوقت الحاضر، وتصاعد حملات التمشيط والطرد للشرطة، وهو ما يناقض بشكل صارخ شعارات الحزب الاشتراكي بالتضامن الاجتماعي ومساعدة المهاجرين على تجنب الإقصاء الاجتماعي من جراء البطالة. هذا التغيير في قمة هرم السلطة المسؤولة عن الهجرة لا يبدو مؤشرا على تغيير في الاتجاه، فأجندة كتابة الدولة في الهجرة تتضمن الاتفاقية الأوروبية لمراقبة الحدود، وكذا إعداد مرسوم تطبيق قانون الأجانب المصادق عليه مؤخرا لا تبشر بخير. ولا نظن الحكومة الإسبانية في الوضع الحالي قادرة على التحكم في الوضع، فلم تكن كذلك في نظرنا حتى في أيام الرخاء، بل إن موضوع الهجرة صار بالنسبة إليها قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة لصالح الأحزاب اليمينية التي تتبنى الخطاب التخويفي والمقاربة الأمنية.