اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالعديد من المواضيع أبرزها تسليم أثينا النسخة النهائية للائحة الإصلاحات المطلوبة إلى شركائها في منطقة الأورو والذين سيعقدون مساء اليوم مؤتمرا لوزراء مالية المجموعة، واقتراح موسكو على إيران شراء منظومة دفاع جوي أخرى بدلا من "اس 300"، وبقضية الحرب على الإرهاب والمعارك الدائرة على الخصوص في العراق من أجل القضاء على تنظيم (داعش) خاصة في مدينة الموصل الاستراتيجية. كما اهتمت الصحف بقضية الرئيس الأسبق لحكومة كتالونيا جوردي بويول، وبتأثير التغيرات المناخية، وعودة النقاش في ألمانيا حول اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة المعروفة ب"اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي". ففي اليونان كتبت الصحف أن أثينا سلمت النسخة النهائية للائحة الإصلاحات المطلوبة إلى شركائها في منطقة الأورو والذين سيعقدون مساء اليوم مؤتمرا لوزراء مالية المجموعة بالفيديو لبحث هذه الإصلاحات، ومعرفة ما إذا كانت كافية للموافقة على خطة تمديد مظلة الإنقاذ المالي لليونان لأربعة أشهر. وأوضحت الصحف أن هذا المؤتمر سيكون حاسما إذ سيقرر فيه شركاء اليونان والمانحون وهم المؤسسات الثلاث (المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) ما إذا كانت هذه الإصلاحات كافية ولن تضر بالتوازنات الكبرى للدولة. ووفقا للصحف فإن لائحة الإجراءات ستشمل كل الوعود التي قطعها حزب سيريزا اليساري قبل فوزه الساحق في الانتخابات في 25 يناير الماضي، وتشمل تزويد 300 ألف أسرة فقيرة بالكهرباء مجانا والعلاج المجاني وتوزيع بطاقات مساعدة غذائية وبطاقات مجانية للنقل العام للأكثر فقرا إضافة إلى دعم مالي خاص للمتقاعدين الذين يحصلون على معاش تقاعد ضئيل. كما تشمل اعتماد نظام ضريبي "أكثر عدلا" واجراءات للتصدي للتهرب الضريبي والفساد ووقف التهريب وكذلك تنظيم الخدمة المدنية للحد من البيروقراطية. وفي روسيا ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن موسكو اقترحت على إيران شراء منظومة دفاع جوي أخرى بدلا من "اس 300". وأضافت الصحيفة أن روسيا اقترحت على إيران اقتناء منظومة الدفاع الجوي "أنتي-2500" بدلا من "اس-300"، مشيرة إلى أن روسيا لم تعد تنتج منظومات "اس-300". وتعاقدت إيران سنة 2007 مع روسيا لتزويد القوات المسلحة الإيرانية بÜ40 بطارية صواريخ "اس- 300 بي أم أو-1" بقيمة إجمالية تقدر ب800 مليون دولار. وقد حالت العقوبات الدولية ضد إيران بشأن حظر تصدير أسلحة إلى إيران سنة عام 2010 دون تنفيذ هذه الصفقة. وأوضحت الصحيفة أن روسياوإيران وقعتا خلال زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى إيران في 20 يناير الماضي، اتفاقية التعاون العسكري. وفي نفس السياق، سلطت الصحف الضوء على مشاركة روسيا في المعرض الدولي للأسلحة في أبوظبي المنظم الى غاية 26 من فبراير الجاري. وبهذا الخصوص، قالت صحيفة (فيدموستي) إن روسيا عرضت أزيد من 730 قطعة عتاد بالمعرض بينها منظومة "خريزانتيما اس" الذاتية الحركة المضادة للدبابات وبزة الجندي المقاتل "راتúنيك" ورشاش "أ دي اس" الذي يستخدم لضرب الأهداف تحت سطح الماء وفي الجو على نحو سواء، ومنظومتا "اس 300 في ام" و"بوك ام2أ" للدفاع الجوي". وفي الشأن الأوكراني نقلت صحيفة (نيزفيسيميا غازيتا) عن أناتولي ستيلماخ، رئيس المركز الصحافي للعملية العسكرية الأوكرانية شرق البلاد، أن سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس سيتم فقط بعد وقف إطلاق النار، وهو ما لم يتم بعد بحسب رأيه. وأضافت أن كييف تنوي البدء بسحب المعدات الثقيلة من خطوط التماس، وقال "إن المرحلة الأولى لاتفاقيات التسوية (في مينسك) هي الوقف الكامل لإطلاق النار". من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بقضية الحرب على الإرهاب والمعارك الدائرة، على الخصوص، في العراق من أجل القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) خاصة في مدينة الموصل الاستراتيجية. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (افتنبوستن) أن معركة الموصل يمكنها أن تحدد مستقبل العراق، وأنها تشكل بداية النهاية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق. وأشارت، بالمقابل، إلى أن المعركة في المدينة يمكن أن تكون دموية بشكل كبير، خاصة أن الموصل هي ثاني أكبر مدينة في البلاد وأغلبية سكانها من السنة. وأضافت الصحيفة أنه بعد السيطرة على الموصل سيكون من السهل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي في أجزاء أخرى من شمال العراق، مشيرة إلى أن الموصل تشكل مدينة هامة للأكراد أيضا بسبب القرب الجغرافي مع المناطق الكردية. ونقلت الصحيفة عن خبراء وأكاديميين تأكيدهم أن هذا التنظيم الإرهابي يعتمد كليا على السيطرة الإقليمية، معتبرين أن السيطرة على المدينة قد تؤدي إلى القتال في المناطق الحضرية وبالتالي تضرر المدنيين. من جهتها، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى أعمال العنف المرتكبة في سوريا والتي أودت بحياة العديد من الأشخاص في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى مقتل أربعة أشخاص أمس الاثنين في هجمات انتحارية في البلاد. وأكدت أن القتلى سقطوا عندما فجر انتحاري نفسه عند نقطة تفتيش في العاصمة السورية دمشق، معتبرة أن الهجوم كان يستهدف مزارا شيعيا. من جانبها، تطرقت صحيفة (في غي) إلى التحقيقات التي جرت مع عدد من المشتبه في ارتباطهم بالإرهاب في النرويج. كما أشارت الصحيفة إلى محاكمة هؤلاء المشتبه فيهم والذين تم العثور بحوزتهم على عدد من الوثائق التي تدينهم. وبإسبانيا اهتمت الصحف بقضية الرئيس الأسبق لحكومة كتالونيا جوردي بويول، الذي مثل أمس الاثنين أمام برلمان الجهة لتقديم تفسيرات حول المبالغ المودعة في بنوك أجنبية لأزيد من 30 سنوات دون إخطار سلطات الضرائب الإسبانية. وكتبت صحيفة (إلموندو)، التي تأسفت لهذه "المهزلة داخل البرلمان الكتالوني"، أن جوردي بويول رفض الإجابة عن أسئلة نواب هذه الجهة حول ثروته في الخارج. وأضافت اليومية أن رئيس حكومة كتالونيا ما بين 1980 و2003، والبالغ من العمر 84 سنة، والذي كان مرفوقا خلال هذه الجلسة بزوجته مارتا فيروسول وابنه جوردي بويول فيروسول، نفى عنه تهمة التهرب الضريبي، مضيفا أنه لم يعمل قط في الخارج. من جهتها اتهمت صحيفة (لا راثون) عائلة بويول بأنها تسخر من البرلمان الكاتالوني ومن العدالة بتأكيدها أنه "ليس لها ولو أورو واحد" في حسابات في الخارج. وأضافت اليومية، في هذا السياق، أن ذلك يشكل "دليلا آخر على عدم احترام جوردي بويول للبرلمان الكتالوني، بتفاديه في كل مرة الرد على قضايا حساسة". أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن أسرة بويول، التي كانت اعترفت في وقت سابق بإيداع أموال منذ سنة 1980 في حسابات بنكية بالخارج دون "تسوية" أمورها، نفت أمس هذه الحقيقة أمام برلمان الجهة. وفي فرنسا اهتمت صحيفة (لوموند) بتأثير التغيرات المناخية، مشيرة بحسب التوقعات الى ان درجات الحرارة بنيويورك قد ترتفع بسبع درجات متم القرن الحالي مع ارتفاع لمستوى البحر قد يصل 1،82 متر. وأضافت الصحيفة أن مدينة نيويورك يتهددها خطر التغير من الآن الى غاية متم القرن بحسب التقرير السنوي حول التغيرات المناخية، موضحة أن هذا التقرير يهدف إلى تسليط الضوء على تأثيرات الاحتباس الحراري على المدينة الأكثر عددا من حيث السكان في الولاياتالمتحدةالامريكية (8،4 مليون نسمة) واقتراح إجراءات للحماية. من جهتها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) لتهديدات فرع تنظيم القاعدة في الصومال (حركة الشباب الصومالي)، والتي قد تطال بشكل خاص مراكز تجارية بباريس او الولاياتالمتحدة،على غرار هجمات نيروبي بكينيا سنة 2013 والتي خلفت 67 قتيلا و175 جريحا. ونقلت الصحيفة عن الخبير في التواصل الجهادي ع. الدفراوي قوله ان الفيديو الذي بثه فرع القاعدة في الصومال يشكل وسيلة ل(حركة الشباب الصومالي) من اجل لفت انتباه المجموعة الدولية. وأضاف أن الأمر لا يعدو كونه حربا إعلامية من أجل استعادة مساحة يحتكرها تنظيم "الدولة الاسلامية". وفي ألمانيا انصب اهتمام الصحف على عدد من المواضيع كان أبرزها عودة النقاش حول اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة المعروفة ب"اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي" والتي يرى حزب الخضر الألماني المعارض أنها تتجاهل مخاوف المواطنين. فكتبت صحيفة (تاغيتسايتونغ)، بهذا الخصوص، أن الاتفاقية ما تزال في إطار التفاوض ولم يتم الحسم في بنودها. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاتفاقية لم تصل بعد إلى مستوى اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمعروفة اختصارا باسم "كيتا" والتي قطعت أشواطا مهمة، مذكرة بأن وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل، اقترح مع بعض نظرائه بالاتحاد الأوروبي، تسوية اتفاقية "كيتا" عبر وضع قواعد صارمة وخطوط حمراء واضحة لأجل حماية الاستثمارات إضافة إلى اقتراحه تأسيس محكمة تجارية استثمارية بدلا من التوجه لهيئات التحكيم الخاصة. من جهتها، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن غابرييل المشغول بتدبير أمور حزبه الاشتراكي الديمقراطي، كان قادرا على تقديم تنازلات لبعض المعارضين، وطرح مشروع تأسيس محكمة تجارية استثمارية على عدد من وزراء التجارة والاقتصاد من أجل تحقيق مزيد من الشفافية. وتناولت الصحف، من جهة أخرى، النقاش الساخن الدائر حول التلقيح الإلزامي ضد الحصبة، وذلك على إثر وفاة طفل لا يتعدى عمره سنة ونصف في برلين إثر إصابته بها، مذكرة أن الحصبة تفشت في العاصمة منذ شهر أكتوبر الماضي حيث تم تسجيل 574 حالة إصابة حتى الآن. وفي تعليقها اعتبرت (تورينغيشه لاندستسايتونغ) أن قرار التلقيح يعود لأولياء الأمور بموجب القانون لذلك، تقول، فإن إلزاميته سيخلق بعض المشاكل أكثر من إيجاد الحلول. بالنسبة لصحيفة (تاغسشبيغل) فإن تغييب التلقيح الإلزامي سيكون إجراء "خطأ"، مشيرة إلى أنه يتعين أن يصبح إلزاميا مثل التعليم، فيما ترى صحيفة (إيسلينغه تسايتونغ) أن الدولة لا تستطيع حاليا التصرف فيما يدخل ضمن مسؤولية الوالدين، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ بعض التدابير الوقائية ضد الأمراض. أما صحيفة (باديشه تسايتونغ ) فكتبت أن الأهم حاليا هو تقييم هادئ وموضوعي للإيجابيات وللسلبيات لهذه القضية، مشيرة إلى أنه في العديد من حضانات الأطفال يلتقي الآباء والأمهات لمناقشة عدد من القضايا وعليهم التقرير فيما ينبغي القيام به لفائدة الأطفال لأنهم قادرون على التصرف بمسؤولية. وعبرت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) عن اعتقادها أنه بعد وفاة الصبي في برلين ينبغي الحزم في مسألة التلقيح لحماية العديد من الأطفال في ألمانيا المعرضين لخطر العدوى