نظمت نقابة الأشراف المصريين، مساء أمس الاثنين، بمقرها في منطقة الأزهر بالقاهرة، ملتقى حول موضوع "الروابط التاريخية بين مصر والمغرب.. جذور مشتركة وصلات ممتدة".وتميز هذا الملتقى بمشاركة العديد من الشخصيات الدينية والرسمية من البلدين، ومنهم على الخصوص، السيدة بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية، وأحمد العبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، وأسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية المصرية، وسفيرا المملكة المغربية والجمهورية المصرية في كل من القاهرةوالرباط، على التوالي محمد سعد العلمي وأحمد إيهاب جمال الدين. كما شارك في هذا الملتقى مستشار مفتي الديار المصرية إبراهيم نجم، ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية محمد أبو زيد الأمير، ووكيل وزارة الأوقاف المصرية الشيخ جابر طايع، والشيخ علي جمعة، المفتي السابق للديار المصرية، وعدد من المسؤولين في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، وفي نقابة الأشراف، وشيوخ الطرق الصوفية المصرية، وعدد من أئمة المساجد والدعاة والمقرئين والطلبة والباحثين. وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت السيدة بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية، الدلالات الرمزية لهذا الملتقى حول العلاقات بين البلدين. وقالت السيدة بسيمة الحقاوي إن "المشترك بين البلدين كثير وضارب في التاريخ والحضارة والأصول والجذور". ومن جهته، نوه سفير المملكة المغربية في القاهرة، محمد سعد العلمي، بمبادرة تنظيم هذا الملتقى احتفاء بالعلاقات التاريخية العريقة بين بلدين بهما صرحان شامخان، الأزهر الشريف في القاهرة وجامعة القرويين بفاس، لعبا دورا أساسيا في الحفاظ على وحدة الأمة والنهوض برسالة الإسلام الحقة، ولهما موقع استراتيجي، الأول في غرب المتوسط بالقرب من أوروبا، والثاني في شرق المتوسط بالقرب من آسيا، فضلا عن امتدادهما الإفريقي، مما كان له الفضل في نشر الإسلام على يدهما في هذه المناطق. وأعرب محمد سعد العلمي عن تقدير المغاربة لمصر وللشعب المصري، مؤكدا أن هذه التقدير مقرون بإرادة قوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي من أجل أن يخط البلدان صفحة جديدة من تطور علاقاتهما والارتقاء بها إلى مستويات أعلى، والانخراط في شراكة استراتيجية. وأبرز السيد أحمد العبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، مختلف تجليات العلاقات التاريخية والحضارية والروحية بين البلدين، ودورهما في نشر الإسلام من خلال الأزهر الشريف وجامعة القرويين في مدينة فاس. واستعرض المستشار الديني لرئيس الجمهورية المصرية، أسامة الأزهري، في كلمة له بالمناسبة العلاقات الروحية الممتدة عبر التاريخ بين البلدين، بدءا من العلاقات بين جامعة الأزهر وجامعة القرويين، وتبادل زيارات العلماء والأولياء والفقهاء والدارسين من البلدين، ومساهمتهما في نشر الدين الإسلامي الصحيح السمح والمعتدل. ومن جهته، تحدث سفير مصر في الرباط، أحمد إيهاب جمال الدين، في كلمته عن العلاقات الروحية العريقة القائمة بين المغرب ومصر، مشددا على المكانة والتقدير اللذين يحظى بهما المغرب وصاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي بمصر، مؤكدا أنه من المرتقب أن تشهد العلاقات بين البلدين طفرة نوعية مستقبلا بعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة المغربية المصرية. وأكد مستشار مفتي الديار المصرية، إبراهيم نجم، من جهته ضرورة استثمار الرصيد الروحي المشترك والقواسم الدينية بين البلدين وخبراتهما المشتركة في العمل معا على نشر الوسطية في الدين ومواجهة التطرف الديني والغلو الفكري والسلوكي. وأكد علي جمعة، مفتي الجمهورية المصرية السابق على الحضور المغربي القوي في الوجدان المصري، سواء من خلال الإنتاج الفكري الفقهي وعلماء الدين المغاربة، أو الأصول المغربية لكثير من المتصوفة والطرق الصوفية في مصر، أو من خلال الأضرحة المنتشرة عبر التراب المصري لكثير من الأولياء الصالحين المغاربة الذين وافتهم المنية في الأراضي المصرية وهم في طريقهم إلى الحج. وأضاف علي جمعة أن محاولة النيل من الروابط بين المغرب ومصر ستفشل لا محالة، معربا عن مدى المودة والتقدير التي يكنها المصريون للمغرب والمغاربة. وفي كلمة له بالمناسبة أكد نقيب الأشراف المصريين، محمود الشريف، أن تنظيم هذا الملتقى يعد مساهمة من النقابة في توطيد العلاقات التاريخية والارتباطات الوطيدة بين مصر والمغرب، ولتوجيه رسالة مودة وتقدير إلى المغرب والشعب المغربي، وإلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، عبد الهادي القصبي، من جهته أن تنظيم هذا الملتقى حول العلاقات المصرية المغربية هو بمثابة "إعلان بأن لا أحد يستطيع النيل من العلاقات بين البلدين لأن ما يجمع بينهما أكبر بكثير من أن تنال منه أية محاولة"