أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة على الخصوص اهتماما كبيرا لقرار البنك المركزي الأوربي أمس ضخ سيولة كبيرة في الاسواق من خلال شراء سندات الديون السيادية، ثم الانتخابات البرلمانية في اليونان، وخطة الحكومة الروسية للخروج من الأزمة. ففي بلجيكا اهتمت الصحف بقرار البنك المركزي الأوروبي ورئيسه ماريو دراغي ضخ أكثر من ألف مليار أورو في القطاع المالي الأوربي بهدف حفز النمو ودفع الاستثمارات وتفادي خطر الركود وتراجع الاسعار.
وكتبت "لوسوار" ان البنك الاوربي يستعد لضخ سيولة كبيرة في الاسواق من خلال إقدامه على شراء كبير لسندات الديون السيادية للدول الاعضاء، مشيرة الى أن السياسة غير التقليدية للبنك تجد تفسريها في ضرورة مواجهة تراجع الاسعار الذي بلغ ناقص 2ر0 في المائة. وأضافت أنه عبر شراء الديون العمومية في الاسواق يهدف البنك المركزي الاوربي لمواصلة الضغط على نسب الفائدة المطبقة على السندات السيادية والتي تكون مرجعا بالنسبة للقروض وتوفير سيولة كبيرة للنظام المالي تصلح لتحويلها الى قروض للمؤسسات أو الاشخاص. صحيفة "لا ليبر بيلجيك" كتبت أن قرار البنك الاوربي استراتيجي وغير مسبوق وسيحفز النمو في أوربا والذي وصل الى مستويات دنيا كما سيسهم في الرفع من الاستثمارات واستئناف الاقلاع الاقتصادي. وتساءلت الصحيفة عما اذا كان القرار كافيا لأوربا لتجدد موعدها مع النمو وتجاوز الانانيات الداخلية. وفي ألمانيا أشارت الصحف إلى أن برنامج طبع نقود لشراء سندات سيادية بنحو 60 مليار أورو شهريا، ابتداء من مارس وحتى نهاية شتنبر من سنة 2016، وتشمل الأموال جزءا من برامج قائمة، فيما يتضمن البرنامج الجديد دولا تنفذ خطط إنقاذ اقتصادها مثل اليونان لكن مع بعض المعايير الإضافية. وكتبت صحيفة (كولنر شتات أنتسايغه) أنه "من الناحية الاقتصادية، فالقرار "له معنى" إلا أن هذه الخطوة "لن تساعد على إنقاذ اقتصاد منطقة الأورو ولكن ستدعمه فقط". أما صحيفة (نوربيرغر تسايتونغ) فترى في القرار "فرصة، لأنه لا أحد يمكنه أن يتنبأ مائة في المائة ما إذا كانت هذه العملية اختيارا في محله أم لا"، مشيرة إلى أن هذا البرنامج "يمكن أن يبدد مخاوف الدول الضعيفة في الاتحاد الأوروبي". من جانبها انتقدت صحيفة (هانوفريشه أليغماينه تسايتونغ) السياسة الاقتصادية التي تعتمدها الحكومات الأوروبية، مشيرة إلى أن الحكومات تجني نتائج هذه السياسات بعد أن تسببت في خلق أزمة الديون وفي تأخيرها. صحيفة (نوي أوسنايبروكه تسايتونغ) اعتبرت من جهتها أن شراء السندات سيكون "خطأ فادحا"، وأن قرار البنك المركزي الأوروبي سيتسبب لا محالة في تعميق أزمة التضخم. نفس الأمر عبرت عنه صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ) التي حذرت من القرار مشيرة إلى أن البنك المركزي الأوروبي يلعب الورقة الأخيرة في محاولة لإنقاذ دول جنوب أوروبا التي تعيش أزمة اقتصادية. وفي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بحملة انتخابات الاحد المقبل وتناولت "تا نيا" التجمع الخطابي الكبير الذي ترأسه ليل الخميس وسط اثينا اليكسيس تزيبراس زعيم حزب اليسار الجذري (سيريزا) الحزب المحتمل ان يقود الحكومة اليونانية الجديدة. ونقلت الصحيفة عن تزيبراس قوله "إن نهاية الإهانة الوطنية اقتربت"، مشيرة الى أن نتائج أربعة استطلاعات للرأي تعطي سيريزا الفوز بفارق كبير عن أبرز منافسيه الديمقراطية الجديدة المحافظ بما بين 8ر4 و2ر6 نقاط. واضافت الصحيفة نقلا عن تزيبراس: "يوم الاثنين سنكون أنهينها الإهانة الوطنية وأنهينا التعليمات الواردة علينا من الخارج"، مضيفا "إننا نطالب بفرصة أولى لسيريزا ربما تكون آخر فرصة لليونان". صحيفة "كاثيمينيري" كتبت أن تجمع تزيبراس شارك فيه زعيم حزب اليسار الاسباني (بوديموس) بابلو ايغليسياس ما يعطي بعدا أوربيا وتوجها سياسيا جديدا ستكون له نتائجه. ونقلت عن ايغليسياس قوله إن رياح التغيير الديمقراطي تعالت كما تهب الآن رياح التغيير في اوربا ورياح التغيير في اليونان. وفي روسيا اهتمت الصحف بدعم رئيس الدولة لخطة الحكومة للخروج من الازمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة ( ار بي كديلي ) ان كلفة خطة مكافحة الازمة الاقتصادية ستكون اكبر. وذكر الخبراء ان الرقم الذي طرح هو واحد تريليون روبل سينفق على حل مشكلات القروض عن طريق وكالة تأمين الودائع المالية. وأضافت الصحيفة أنه تم كذلك اتخاذ قرار بتحويل اموال صندوق التقاعد الروسي من اجل تعويض المتقاعدين عن التضخم الحقيقي وذلك بمقدار 188 مليار روبل، موضحة أن كل هذه التدابير وردت في النسخة المعممة لوزارة التنمية الاقتصادية الروسية التي اشارت الى انه يجب انفاق اكثر من 2.7 تريلون روبل. وفي نفس السياق نقلت صحيفة (فيدوموستي) عن نائب رئيس الوزراء اركادي دفوركوفيتش قوله إنه قد يتم تقليص نفقات ميزانية 2015 الحالية بنسبة 10 بالمائة وسيتم على الارجح انفاق الÜ10 في المائة ، على تمويل اجراءات مكافحة الازمة بالإضافة الى فرض نسبة الفائدة العالية وضخ الاموال بشكل نشيط في المنظومة المصرفية . من جانبها ذكرت صحيفة (كوميرسانت) ان التكلفة الإجمالية للخطة بلغت 1,375 تريليون روبل، من بينها 550 مليار روبل من اموال صندوق الرخاء الوطني و160 مليار روبل من قروض من الميزانية و157,5 مليار روبل على شكل سندات الاستقراض الفيدرالي و257 مليار روبل من اموال النفقات الجديدة للميزانية و232,5 مليار روبل من ضمانات الدولة. وعلى صعيد آخر ذكرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الأورو مهدد بتقليص قيمته، مبرزة أن البنك المركزي الأوروبي سينظر في موضوع بدء برنامج التيسير الكمي اي طرح كميات اضافية من الاموال في السوق وهو ما قد يجعل سعر اليورو يعادل سعر الدولار. وأضافت الصحيفة أن هذا الاجراء يمكن ان يصبح قاطرة الجر الناعمة لرفع سوق الأوراق المالية الروسية وتحفيز اقتصاد الدول النائية في منطقة اليورو. بإسبانيا، إضافة إلى الإفراج أمس الخميس عن أمين المال السابق للحزب الشعبي (الحاكم) لويس بارسيناس، المتهم في قضية الفساد "غورتيل"، بعد دفعه 200 ألف أورو ككفالة، اهتمت الصحف بتراجع معدل البطالة إلى 23,7 بالمائة الذي سجل بإسبانيا خلال الربع الأخير من 2014، بعد سبع سنوات من الأزمة الاقتصادية. وهكذا كتبت (لا راثون) تحت عنوان "إسبانيا تقلع" أن عدد العاطلين عن العمل تراجع ب 477 ألف و900 شخص، وأنه تم خلق 433 ألف و900 منصب شغل في عام 2014، واصفة السنة الماضية بأنها "الأفضل" منذ بداية الأزمة الاقتصادية. من جهتها، ذكرت صحيفة (إلباييس) أن 280 ألف و300 شخص تزيد أعمارهم عن 50 سنة وجدوا عملا في سنة 2014، مبرزة أن هذه الفئة تبقى المستفيد الأول من نمو سوق الشغل في البلاد. وأضافت اليومية أنه رغم أن معدل البطالة ما زال مرتفعا، فإن الأرقام التي عممها أمس الخميس المعهد الوطني الإسباني للإحصاء تشير إلى أن سوق العمل بدأ دورة الانتعاش في سنة 2014. وفي سياق متصل لاحظت صحيفة (أ بي سي) أنه تم خلال السنة الماضية خلق 1200 منصب شغل كل يوم في هذا البلد الإيبيري، مذكرة بأن معدل البطالة الذي سجل سنة 2014 يعد الأدنى منذ سنة 2001. وأوردت صحيفة (إلموندو)، في السياق ذاته، تصريحات المستشارة الالمانية انجيلا ميركل خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، والتي أشادت فيها بالإصلاحات التي تنهجها إسبانيا للخروج من الأزمة. ونقلت اليومية عن المستشارة الألمانية قولها إن "إسبانيا قامت بعمل رائع بالإصلاحات التي تبنتها، وتكاد تكون نموذجا يحتذى به". الصحف الإيبيرية عادت، أيضا، لخروج أمين المال السابق للحزب الشعبي لويس بارسيناس من السجن حيث كان يقبع منذ 27 يونيو 2013 لاتهامه في قضية الفساد المعروفة ب"غورتيل"، والتي يحقق فيها قاضي المحكمة الوطنية بابلو روث. وأوضحت الصحف أنه تم الإفراج عن بارسيناس أمس الخميس من سجن سوتو ديل ريال بمدريد بعد دفع كفالة قدرها 200 ألف أورو، وتناقلت بعضها تصريحات السناتور الشعبي السابق لدى خروجه من السجن. من جهتها، ما تزال الصحف النرويجية تولي اهتماما خاصا بصفقة انتقال اللاعب النرويجي الصاعد مارتن أوديغارد إلى فريق ريال مدريد الاسباني، باعتباره أول لاعب نرويجي يلتحق بالفريق الملكي الإسباني مما يعتبر مفخرة للبلاد. وأشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أنه منذ أسبوعين وهو يشغل بال الصحافة الإسبانية ويحتل عناوين كبرى في بعض أعداد كبرياتها. واعتبرت الصحيفة أن وسائل الإعلام الإسبانية اهتمت بموضوع انتقاله بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأن انتقاله، الذي شكل مادة لعدد كبير من مقالاتها، أصبح اليوم حقيقة. وأكدت الصحيفة أنه من خلال تحليلات وسائل الإعلام فإن مارتن أوديغارد جاهز للعب في صفوف فريق ريال مدريد الإسباني والدفاع عن ألوانه، مشيرة إلى أن مسؤولين بناديه الحالي "سترومسجودست" النرويجي يعتبرون أن اختياره مثير للغاية وأنه سيلعب في ناد سيمنحه الفرصة للتطور أكثر. من جهتها، أكدت صحيفة (في غي) أنه بعد هذا الانتقال ينبغي لأوديغارد أن يتعلم الثقافة الإسبانية ولغتها خاصة أنه أجاب عن أسئلة الصحافيين في ندوة تقديمه باللغة النرويجية. واعتبرت أنه سيصبح لاعبا كبيرا يجاور رياضيين كبار من قبيل زميله البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي اختير مؤخرا أفضل لاعب كرة قدم في العالم، والذي رغم أنه من البرتغال فقد تعلم اللغة الاسبانية. من جانبها، نقلت صحيفة (افتنبوستن) عن مارتن أوديغارد تأكيده أنه وقع لهذا النادي لكونه أفضل مكان ليقوم بتطوير موهبته الكروية. كما أشارت الصحيفة إلى أن أوديغارد أبرز في ندوة صحافية أن نادي ريال مدريد قدم له أفضل الفرص، موضحا أنه سيبدأ التداريب الرياضية مع الفريق الأول معبرا عن جاهزيته للعب في صفوف النادي الإسباني العريق.