استعرض الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، بلحسن الوسلاتي، اليوم الثلاثاء، حصيلة العمليات التي نفذها الجيش التونسي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة في مواجهته للمجموعات الإرهابية المنتشرة في مناطق حدودية مع الجزائر، والتي أدت إلى مقتل عدد من العناصر الإرهابية وتدمير مخابئهم ومواقعهم اللوجستية. وأوضح المسؤول التونسي، خلال ندوة صحفية بهذا الخصوص، أن الجيش التونسي نفذ عمليات عسكرية نوعية في جبال "الشعانبى" بولاية "القصرين"، و"جبال "ورغة" بولاية "الكاف" القريبة من الحدود الجزائرية، خلال أشهر أكتوبر ونونبر ودجنبر 2014، مكنت من "القضاء على عدد من الإرهابيين وتحطيم مواقع تحصنهم". وأبرز، في هذا السياق، أن المؤسسة العسكرية "غيرت أسلوب عملياتها في محاربتها" للمجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال، لاسيما بعد تكوين عسكريين على درجة عالية من القتالية. وأشار إلى أنه "تم دمج ألف جندي ضمن وحدات الاستطلاع والاستعلام الميداني، تتمثل مهمتهم في رصد المجموعات الإرهابية، وألفي جندي آخرين ضمن القوات الخاصة للتدخل السريع، تتمثل مهمتهم في الاشتباك مع الإرهابيين، بعد إنزالهم جوا، أو عن طريق القصف المدفعي والجوي". وخلال استعراضه حصيلة هذه العمليات العسكرية، مستعينا بأشرطة فيديو وصور، أبرز الناطق الرسمي أنه تم خلال شهر أكتوبر الماضي تمشيط جبال "ورغة" وتحديد مواقع الإرهابيين بعد رصدهم من قبل وحدات الاستطلاع، مضيفا أنه تم يوم 18 نونبر الماضي قصف 6 معاقل للمجموعات المسلحة أسفر عن مقتل 7 إرهابيين وإصابة آخر من بين 10 إرهابيين كانوا متحصنين بثلاثة مواقع، في حين تم تحطيم المواقع الثلاثة الأخرى التي كان الإرهابيون يخصصونها لحفظ المؤونة. وأضاف أن وحدات من الجيش اشتبكت، خلال شهر دجنبر الجاري، مع مجموعة متحصنة ب"جبل السلوم" الشعانبي بالقصرين، تم خلالها إصابة عنصرين إرهابيين، كما تم بعد عملية الإنزال تفكيك 13 لغما يدويا واكتشاف عدة مواقع للإرهابيين وكميات من المؤونة وهواتف جوالة وملابس ودواب كانوا يستعملونها لنقل جرحاهم وموتاهم. وأضاف أن الجيش التونسي قام كذلك في الشهر الجاري بقصف مدفعي في نفس المنطقة "جبل السلوم"، أسفر عن مقتل ثلاثة إرهابيين على الأقل، من بينهم قيادي بارز في هذه المجموعة، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف مقبرتين يومي 20 نونبر و20 دجنبر، تضم الأولى ثلاث جثث تم التعرف على هوية اثنين منها، ولا تزال عملية التعرف على هوية الجثة الثالثة جارية، في حين تضم المقبرة الثانية جثتين ما يزال تحديد هوية كل منها متواصلة. ومن جهة ثانية، أبرز أنه تم ضبط حاجيات المؤسسة العسكرية من عتاد وتكوين وتطوير لمجال الاستعلام العسكري، بعد تعميق الدراسات الاستشرافية في الغرض. وسجل أن المؤسسة العسكرية دفعت ضريبة انتشار الوحدات العسكرية على الميدان من أجل حفظ النظام ومكافحة الإرهاب، وهو ما يتجلى في "حصيلة الشهداء المسجلة خلال العمليات الإرهابية" التي شهدتها تونس خلال السنوات الأخيرة.