خلدت الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا، مساء أمس الثلاثاء، في جو من الفخر والاعتزاز والروح الوطنية الجياشة، الذكرى ال59 لعيد الاستقلال المجيد، استحضارا للمغزى والدلالات العميقة لهذه الذكرى الوطنية الخالدة، التي تعد تتويجا للالتحام الوثيق بين العرش والشعب وكفاحهما من أجل الحرية والاستقلال. وبهذه المناسبة الغالية، أقامت سفارة المملكة في موريتانيا، مساء أمس حفلا بالمركز الثقافي المغربي في نواكشوط، حضره العشرات من أفراد الجالية المغربية ولفيف من رجال الفكر والأدب والإعلام الموريتانيين، استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم أعقبها عزف النشيدين الوطنيين المغربي والموريتاني. وذكر سفير الملك محمد السادس المعتمد في نواكشوط السيد عبد الرحمن بنعمر، في كلمة تلاها المستشار الأول للسفارة السيد محمد بنمبارك، أن الاحتفال في جو تطبعه مشاعر الإجلال والإكبار ومظاهر الفخر والاعتزاز، بالذكرى التاسعة والخمسين للأعياد الثلاثة المجيدة، عيد العودة ( 16 نونبر) وعيد الانبعاث (17 نونبر) وعيد الاستقلال (18 نونبر) يشكل استحضارا لملاحم خالدة أوقدت في نفوس المغاربة شعلة الحماس الوطني، وغذت في أبنائه روح المقاومة والنضال، وقادتهم من خلال الكفاح المرير الذي خاضوه بكل بسالة واقتدار، بتلاحم وثيق بين العرش والشعب، إلى الانعتاق من نير الاستعمار ومعانقة عهد الحرية والاستقلال. وأشار إلى أنه بعد حصول المغرب على استقلاله، تلألأت بوادر عهد جديد تحت قيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، إذ انتقل المغرب من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، من خلال ترسيخ أسس وأركان دولة المؤسسات للمغرب الحديث، حتى ينطلق في رفع تحدي البناء والتشييد وتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي . وأكد أن الملك محمد السادس يواصل المعركة التنموية بحكمة وتبصر من أجل تحقيق أسمى مراتب التقدم والحداثة وتحصين المكتسبات الديمقراطية لكي يتبوأ المغرب مكانة رفيعة كبلد للسلم والاستقرار والانفتاح والتعايش والتضامن والقيم الإنسانية المثلى.