خلدت الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا، مساء اليوم السبت، في جو من الفخر والاعتزاز، الذكرى ال70 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، استحضارا للمغزى والدلالات العميقة لهذه الذكرى الوطنية، التي تعد محطة مشرقة في كفاح العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال. وأكد المستشار الأول بسفارة المملكة بنواكشوط السيد محمد بنمبارك، في كلمة ألقاها، باسم سفير صاحب الجلالة السيد عبد الرحمن بنعمر، خلال حفل أقيم بالمركز الثقافي المغربي، أن ذكرى 11 يناير 1944 "تظل حدثا بارزا وراسخا في تاريخ الحركة الوطنية، وصيحة كبرى أرسلت من الزعماء الوطنيين الأحرار والقادة الأبرار، بتنسيق تام مع جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه". وبعد أن استعرض المسار النضالي الطويل الذي انخرط فيه المغرب، في التحام وطيد بين العرش والشعب، اعتبر الدبلوماسي المغربي أن هذه الذكرى الوطنية الخالدة "تشكل بحق منعطفا حاسما في كفاح الشعب المغربي من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة وبناء المؤسسات الديمقراطية". وقال إن الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية يتغيى "إبراز الملاحم الوطنية وأمجاد الأمة المغربية وتاريخها النضالي وتلقين دروس وعبر إلى الأجيال الصاعدة بمن فيها أفراد الجالية المغربية في المهجر حفاظا على الذاكرة التاريخية والنضالية الوطنية". وأبرز السيد بنمبارك أن المغرب يواصل اليوم بهمة واقتدار معركة الجهاد الأكبر تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال الأوراش التنموية الكبرى المرتبطة بحاجيات البلاد الاستراتيجية وترسيخ أسس الديمقراطية ودولة الحق والقانون وصيانة الوحدة الترابية في إطار نهضة شاملة، من أجل تحقيق رخاء وازدهار الشعب المغربي وتأمين حضور قوي ووازن للمملكة على الصعيد العالمي باعتبارها قطبا جهويا قويا وفاعلا. ومن جهته، عبر السيد عبد الحق الوجداني، في كلمة باسم الجالية المغربية المقيمة بالديار الموريتانية عن فخر واعتزاز أفرادها وهم يحتفون بهذه الذكرى الوطنية الخالدة، مباركين المبادرات الرائدة والمقدامة لجلالة الملك محمد السادس، مجددين ولاءهم وإخلاصهم لجلالته وتشبثهم بأهداب العرش العلوي المجيد، وتمسكهم بالمقدسات الدينية والثوابت الوطنية والمقومات التاريخية والحضارية للمملكة. أما مدير المركز الثقافي المغربي السيد محمد القادري، فدعا بالمناسبة، أفراد الجالية المغربية إلى الاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز بالمجان والأنشطة الثقافية والفنية والعلمية التي ينظمها على مدار السنة بما يجعلهم في "تواصل مستمر مع بلدهم ويعرفهم بمقوماته ومميزاته التاريخية والحضارية والثقافية والاقتصادية، وأيضا بما يزخر به من طاقات في شتى المجالات". وأقيم بهذه المناسبة ببهو المركز الثقافي المغربي معرض للصور والكتب حول تاريخ المقاومة الوطنية ونضال العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال.