قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، اليوم الاثنين بالرباط، إن "الأجيال الجديدة والناشئة في أمس الحاجة إلى تعريفها بتاريخ بلدنا التليد الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد والمكرمات". وأضاف السيد لكثيري، في كلمة افتتاحية لأشغال ندوة فكرية حول "ذكرى العودة من المنفى وعيد الاستقلال انتصار لملحمة ثورة الملك والشعب"، أن الهدف من ذلك هو استقراء جوانب هذا التاريخ وفصوله واستلهام قيمه وعبره وعظاته لتتقوى الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه. وأشار إلى أن هذه الندوة، التي شارك فيها صفوة من المفكرين والمؤرخين والأساتذة الباحثين، تشكل فرصة لاستحضار مسار الكفاح الوطني وإبراز التضحيات الجسيمة والأعمال الجليلة التي قدمها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية. وسجل أن هذه الندوة الفكرية تلتئم في غمرة احتفالات الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير بالذكرى 59 لعيد الاستقلال المجيد والعودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه والأسرة الملكية الشريفة إلى أرض الوطن، معلنا نهاية عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الاستقلال. ومن جهته، استعرض السيد عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، تاريخ المقاومة المغربية ضد الاستعمار، مؤكدا أن العرش المغربي كان الراعي الأول للحركة الوطنية التي قامت على إثر الاصطدامات الدامية التي أثارها تعنت المقيمين العامين بالمغرب. وأضاف السيد المريني أن المطلب الذي تقدم به الشعب المغربي من أجل التحرر من قيود الحجر والحماية، كان العرش هو الذي يغذيه بتوجيهاته النيرة ويحميه من كيد الكائدين. وأكد أن يوم 16 نونبر يعتبر يوما خالدا في تاريخ المغرب، لكونه سجل العودة المباركة لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته الشريفة من المنفى في جزيرة مدغشقر ثم في جزيرة كورسيكا، قبل أن يعود الى المملكة، حاملا في يده وثيقة الاستقلال. وأضاف أن ذلك اليوم يشكل كذلك فاصلا بين الجهاد الاصغر الذي قاده العرش للحصول على الاستقلال والحرية والكرامة، والجهاد الاكبر الذي تجسد في بناء مغرب ما بعد الاستقلال، وما أعقبه من تاريخ مجيد قائم على تنمية الوطن والدفاع عن وحدته الترابية. وأجمع باقي المتدخلين على أن هذه الندوة الفكرية شكلت مناسبة لاستحضار انتصار إرادة العرش والشعب في نضالهما المتواصل من أجل التحرر من نير الاستعمار وإرساء الأسس الأولى لمغرب مستقل وحديث، مؤكدين أن عودة المغفور له محمد الخامس من المنفى وتخليد عيد الاستقلال يجسد ذكريات وطنية ستبقى راسخة في قلوب المغاربة، لما لها من دلالات عميقة في الالتحام الوثيق بين العرش والشعب في الدفاع عن المقدسات الوطنية.